حرب الريف والعالم ـ 15 ـ دعاية الصهيونية تناهض الثورة الريفية

حرب الريف والعالم ـ 15 ـ دعاية الصهيونية تناهض الثورة الريفية
السبت 10 يونيو 2017 - 03:30

سلسلة مقالات يومية يسلط من خلالها الدكتور الطيب بوتبقالت الأضواء على صفحات مجيدة من تاريخ المغرب المعاصر؛ ويتعلق الأمر هنا بالأصداء العالمية التي خلفتها حرب الريف (1921-1926) عبر ردود الفعل المتضاربة والمواقف المتناقضة التي سجلتها الصحافة الدولية إبان هذه الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حرية وكرامة المغاربة للانتهاك السافر والإهانة النكراء.

لقد برهن أبناء الريف عبر انتفاضتهم البطولية في مواجهة العدوان الاستعماري الغاشم عن تشبثهم الدائم بمقومات الهوية الثقافية المغربية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وعن فخرهم واعتزازهم بالانتماء الحضاري إلى مغرب مستقل ذي سيادة غير قابلة للمساومة.

إن أبناء الريف، بشهادة كل مكونات الرأي العام الدولي في هذه الفترة التاريخية ما بين الحربين، أعطوا دليلا قاطعا من خلال دفاعهم المستميت عن الحرية والكرامة أن المغرب بلد يسكنه شعب أصيل لا يرضخ أبدا للذل والهوان مهما كلفه ذلك من ثمن.

الرأي العام الصهيوني والعنصري يناهض قيام الثورة الريفية

وجدت الدعاية الكولونيالية في كل من صحافة فلسطين الصهيونية وصحافة إفريقيا الجنوبية العنصرية حليفين طبيعيين لها، لم تكن في حاجة معهما إلى بذل أي مجهود إقناعي. وإذا كانت الصحف الصهيونية قد بادرت من أول وهلة إلى الدفاع المطلق عن القوى الإمبريالية المتآمرة على المقاومة الريفية، فإن الصحف العنصرية أبدت نوعا من التردد في بداية الأمر ولم تطلق عنانها أسوة بالصحف الإنجليزية التي كانت تشكل مرجعية بالنسبة إليها.

كانت حرب الريف فرصة سانحة شنت فيها الصحافة الصهيونية هجوما على ما اعتبرته عدوها اللدود: وهو الإسلام. وهكذا، منذ 12 ماي 1925 تجندت صحيفة دوارحيوم، الصادرة في القدس، للتصدي للمقاومة الريفية. وأعرب كاسطون مانكراس، القنصل العام الفرنسي بفلسطين، عن غبطته في إمكانية استغلال الموارد الدعائية للصحافة الصهيونية التي تقدمت من تلقاء نفسها لمساندة العدوان الاستعماري على الريف، حيث كتب إلى وزارة الخارجية بباريس معلقا على مقال صحيفة دوارحيوم: “إن هذا المقال المؤيد لقضيتنا مهم جدا لكونه يشكل الدعم الذي بإمكاننا الحصول عليه من الصحافة اليهودية العالمية في نزاعاتنا مع الانتفاضات الإسلامية، سواء تعلق الأمر بفيصل أو عبد الكريم.

إنها مصادر دعائية تطوعت لفائدتنا وما علينا إلا استغلالها، وتذكر صحيفة دوارحيوم بالكيفية التي تم بها الاستيلاء على المغرب من لدن فرنسا وكيف أمكن لجيش الجنرال كورو أن يسحق “عرب فيصل في أقل من خمس عشرة ساعة وأن يهدم قصر نجل ملك الحجاز، وهو ما يدعو إلى الثقة في جيش محكم التنظيم كجيش المارشال ليوطي الذي في استطاعته أن يسحق الحركة الريفية. القوة وحدها كفيلة بكبح جماح الذين يحاولون السيطرة على الريف، حتى يتضح لهم بجلاء أن حركة الجامعة الإسلامية، التي بدأت علاماتها تظهر تقريبا في كل البلدان، لا يمكن أن تتعارض مع مصالح الدولة (فرنسا) ولا مصلحة أوروبا الاقتصادية والسياسية”. وتقول الصحيفة إن فرنسا هي التي حررت اليهود في المغرب.

وفي حالة انتصار الريفيين، فإنها ستكون بمثابة نكبة بالنسبة إليهم. لهذا، فإن الصحافة الصهيونية التي نصبت نفسها مدافعة عن اليهود تساند بكل نفوذها وقواها العمليات العسكرية الفرنسية في كل مناطق المغرب، وليس في الريف فقط. وللمزيد من التوضيح تضيف الصحيفة: “فيما يخص العمليات العسكرية الفرنسية في المغرب، إننا لا نخطئ عندما نعلن أن تعاطف العالم الإسرائيلي هو من الآن إلى جانب فرنسا التي تخوض حرب التنوير ضد الظلامية. إن الشعب اليهودي يتمنى من أعماق قلبه انتصارا ساحقا في نشاطها الحربي. (…) لم يكن اليهود في هذا البلد سوى عبيد مهانين، لكن بفضل الاحتلال الفرنسي أصبحوا أحرارا، ومن الجدير بالملاحظة أن شعور اليهود لم يتغير تجاه الحروب الكولونيالية التي كانت تدور رحاها في أرض إسلامية، سواء تعلق الأمر بإفريقيا الشمالية أو مناطق أخرى من العالم الإسلامي. بالعكس، لقد تعزز هذا الشعور خلال حرب الريف وأخذ شكل التزام حماسي مضاعف”.

وتعلل الصحيفة موقفها: “لهذا، فإن العالم المتحضر بصفة عامة ونحن بصفة خاصة مهتمون بانتصار فرنسا والغرب؛ لأن أدنى انتصار يحققه عبد الكريم معناه الموت لإخواننا، ومعناه كذلك تشجيع لحركة الجامعة الإسلامية التي يقف ضدها العالم المتحضر، وخاصة اليهود (…) التعاون المشترك بين القوى هو الوسيلة الوحيدة لدحر حركة الجامعة الإسلامية، وهو الطريق الوحيد لضمان أمن وسلامة إخواننا في المغرب”.

وأمام تصاعد المد الدعائي الصهيوني ضد الإسلام عامة والريف خاصة، تحرك الرأي العام المسلم في القدس. وهكذا، نظمت، في يوليوز 1925، محاضرة بالمدرسة الإسلامية “روضة المعارف” كانت مناسبة لجمع التبرعات لفائدة المقاومة الريفية. كما أن الصحف العربية، الصادرة في حيفا ويافا وتل كرم، نشرت مقالات تشيد بعبد الكريم وتنعته ببطل الإسلام الذي يدافع عن التراب الوطني ضد قوتين عالميتين عظميين. كل هذه الصحف دعت مسلمي فلسطين إلى تقديم مساعدتهم إلى المجاهدين المغاربة في الريف.

وعبرت جريدة “معارف الشرق”، التي كان يديرها مسيحي بروتستانتي، عن أملها في أن يبادر كل مسلمي فلسطين إلى المساهمة في عمل وطني لصالح عبد الكريم. وفي يافا، أعطت عملية جمع التبرعات 380 جنيها إسترلينيا تم إرسالها إلى القاهرة، حيث ستتولى هناك “لجنة تضامن العلماء” بعثها إلى الريفيين. وعلى إثر تحركات الشارع الإسلامي الفلسطيني لصالح الثورة الريفية، تدخلت الدبلوماسية الفرنسية لدى السلطات الإنجليزية قصد وضع حد لهذه الأنشطة التي وصفت بأنها أعطت “انطباعا سيئا” عن فرنسا.

وبهذا الصدد، كتب بول باليرو، قنصل فرنسا بفلسطين، إلى وزير الخارجية الفرنسية: “لقد أكد الحاكم العام لفلسطين أنه ليس في وسعه العمل أكثر مما قام به، وأن ليس بإمكانه القيام بإجراء قانوني؛ لأن مقالات الصحف حررت بشكل لا يتضح معه أي تهجم على حكومة أجنبية، كما أن التبرعات جمعت بهدف إسعاف الجرحى. ثم إن إعطاء أهمية كبيرة لهذه الحملة الصحفية لا شك في أنه سيؤدي إلى تأجيج نارها؛ لكنه اعترف مع ذلك بأن هذه الأنشطة تعبير عن شعور كامن بكره الأجانب يتوجب على فرنسا وإنجلترا، من باب المصلحة المشتركة، أن تتنبها إليه”.

وطبعا، تصدت الصحافة الصهيونية للحملة الصحفية الإسلامية المؤازرة لعبد الكريم، وعبرت جرائد ومجلات صهيونية عديدة عن استغرابها لسكوت سلطات الانتداب أمام “الاستفزازات الإسلامية”.

واستقبل الرأي العام العنصري في جنوب إفريقيا أنباء حرب الريف بنوع من البرودة في بادئ الأمر؛ لكن هذا الموقف كان على الخصوص مبنيا على عدم الثقة فيما ستقوم به فرنسا على وجه التحديد وإلى أي حد سيتم تدبير الأزمة مع مراعاة المصالح البريطانية العامة. وسرعان ما أعطت لندن الإشارة إلى أن الأمور سائرة وفقا للنهج المخطط لها باتفاق إنجلترا.

عندها هاجمت صحافة النظام العنصري المقاومة المغربية بكل شراسة، وتقدم عدد كبير من الشباب في إفريقيا الجنوبية بطلبات انخراطهم في الجيش الكولونيالي الفرنسي لمحاربة الريفيين؛ لكن لم يتم تشجيعهم نظرا للكلفة العالية المترتبة عن نقلهم إلى جبهة القتال من جهة، ولوفرة المرتزقة من جهة أخرى..

ونشرت جريدة راند دايلي ميل، بتاريخ فاتح غشت 1925 مقالا وصفت فيه الهجوم العسكري الفرنسي-الإسباني في المغرب بأنه كان يجسد “الحضارة ضد الهمجية”. وعلى هذا الأساس، فإن حرب الريف تهم سكان الكمنولث من الأوروبيين لأن قضيتهم في إفريقيا هي القضية نفسها التي من أجلها تكافح فرنسا وإسبانيا في المغرب. وظهرت محاولة لجمع التبرعات في إطار “صندوق الإسعاف الطبي للريف” لفائدة المقاومة الريفية؛ لكنها لم تنجح بفعل التدخل الدبلوماسي الفرنسي لدى الإدارة البريطانية التي اعتبرت أن طابع هذه المحاولة كان “مشبوها”. وفي 10 أبريل 1926، نشرت جريدة كاب اركيس مقالا طويلا تمدح فيه الإنجازات التي حققتها “الرسالة الحضارية” الفرنسية بالمغرب…

وعندما أعلن عن استسلام عبد الكريم، عبر الرأي العام الصهيوني والعنصري عن ارتياح بالغ وسعادة تامة لهذا النبأ. وفعلا، وجدت الإمبريالية في الصحافة الصهيونية وصحافة جنوب إفريقيا العنصرية دعما متينا وغير مكلف لدعايتها الموجهة ضد الريفيين.

* أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الإعلام والاتصال بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة- طنجة

‫تعليقات الزوار

11
  • Filali
    السبت 10 يونيو 2017 - 04:02

    رسالة واضحة لكل من يعتقد و يهلل بان اليهود يحبون المغرب و ان الغرب انساني ديمقراطي، الى اليوم لم يتغير شيء و ارى كثيرين منا يستقوون بالغرب و اسرائيل ضد اخوتهم في الوطن

  • Amin
    السبت 10 يونيو 2017 - 05:08

    لااعرف كيف لهولاء الذي يحلمون بالجمهورية
    انه مشروع فاشل كيف تريد ان تنجح جمهورية واسرائيل ضد الثورات ضد الملكية

  • المختصر
    السبت 10 يونيو 2017 - 05:16

    ابعد هذا التاريخ الحافل والكاشف والفاضح بما قام به الغربيون واليهود تجاه المغرب واهله لا نزال نرى من (( بعض )) المغاربة من يمجد بالغرب واليهود واسرائيل ؟؟؟

    ولا نزال نسمع ونرى الكثير من المغاربة يرددون ان العرب والمسلمون اساس الارهاب بالعالم ؟؟؟

    كنت صادق ودقيقا جدا حين قلت سابقا ان اغلبية المغاربة وليس الكل ذاكرتهم ضعيفة جدا

    وتحكم ميولهم واهوائهم كافة افكارهم وتعاليقهم لذلك تنقلب لديهم الاية ويصبح الحبيب والصديق والرفيق عدوا .. والعدو هو الحبيب الصديق الرفيق

    حين نرى ونسمع االاراء من اغلبية المغاربة عن العرب والخليج ولصق تهم الارهاب والقتل والدمار بهم وانهم مجرمون سفاكون للدماء نظن للوهلة الاولى ان العرب والخليجيون هم من قامو بغزو المغرب سابقا وارتكاب الجرائم والمجازر بحق اهله كما فعل الفرنسيون والامريكان واليهود وغيرهم .. وان الغربيون واليهود هم من وقفو مع المغرب في ازماته و قدمو له الورد ولم تلطخ ايديهم بدماء المغاربة الشجعان الشرفاء الابطال بتلك الازمنة

    حقا انا مندهش والله من كل هذا حين ارى من يسب من وقفه معه ويمتدح من قتل اهله وغزى بلده واحتلتها واستعمرها ونكل بأهلها ؟؟ !!

  • احمد
    السبت 10 يونيو 2017 - 05:39

    بزاف والله لا بد من تدخل فوري لحل المشكل،الاعتقالات تولد قنابل و هاهي بدات تنفجر وزيد مزال،نحن بشر نتحاور ولسنا قطيع غنم نسير،براكه راه كولشي فاق و ريحه عطات

  • يونس
    السبت 10 يونيو 2017 - 06:25

    نصر الله الاسلام في كل مكان انشاء الله!!
    وزمان هو آت فيه كل المسلمين العالم سوف يتجمعون ضد من يعاديهم
    وعد الله الحق الذي لا يخلف وعده ولا ميعاده!!!

  • سنجاب مغربي
    السبت 10 يونيو 2017 - 07:50

    العنوان فيه قليل من الغلو في لفض والعالم لأنه ومع احترامي لتاريخنا لاأظن أن قادة العالم و القرار قد مرت على طاولتهم ولو اشارة لمنطقة صغيرة شمال المغرب.
    وأتمنى نشر بحث لي مهم كدلك حول امارة البلوط بين هجوم زعطوط و شعور السناجب بالسخط والقنوط.ملحمة من ملاحم السناجب لحماية البلوط بزعامة سنجوب البلوطي الدي أرق المحتل الزعطوطي بضربات بلوطية من أعلى الأشجار الى أن اعتقل وأعدم رميا بالملح و الابزار.
    أمام ملحمة كهده طالبت جل السناجب بمنطقة بلوطية لاتسكنها الى اشجار البلوط حيث سيتم نزع الأرز و الصنو بر وكل أشكال الاختلاف.
    فليحيى البلوط شامخا معتزا بطلا….الخ

  • بخات
    السبت 10 يونيو 2017 - 09:29

    تاريخ شامخ… وحاضر واقع مدقع!
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  • الميلود
    السبت 10 يونيو 2017 - 09:53

    لك الله يا وطني تكالبت عليك الذئاب منذ فجر التاريخ، منذ ماقبل الإسلام إلى اليوم، فتخسر جولات، و تُلقّن الدروس و تفترس كل من سوّلت له نفسه، كالأسد الجريح، إنّ زئيرك لوحده يُرعب الأعداء ونراهم كالضباع يتحيّنون فرصة غفلة السبع، فالضّباع تبقى ضباع، و السباع سباع و إنامت قليلا ففي نومها وقارها و هيبتها، تُعسا للجبناء.

  • Z A R A
    السبت 10 يونيو 2017 - 11:01

    —- براكة من اجترار مشاكل الماضي–هذا عصر ااخر—-
    —الريف من المغرب الحبيب–يريد ان يعيش في بلده بكرامة–ووو–
    –ام الانفصال والجمهورية–ووو
    –كم هم اغبياء الذبن يلصقون التهم كعادتهم–جاهلون للتاريخ—وهل ينفصل الذي هو ابن الوطن الاصيل—تراهات وغباء—وو

  • مغربي
    السبت 10 يونيو 2017 - 17:41

    في جميع الأحوال. فإن إسرائيل تشن هجوما ضد الإسلام. هدفها الأساسي القضاء على الإسلام وخلق الفتنة بين المسلمين. بغض النظر عن أنها تواجه دولة جمهورية أم ملكية.
    من أهم الأوامر التي كان يعطيها الجنرال ليوطي هي مطالبته بالقضاء على اللغة العربية لأنها لغة القرآن. القضاء على الكتاتيب و دور تحفيظ القرآن. القضاء على المؤسسات التي تهتم بنشر العلم و الدين الإسلامي بوجه عام.
    و يعتبر الدين الإسلامي هو اللبنة الأساسية لبناء دولة قادرة على التصدي لليهود و إفشال مخططاتهم. وهذا ما كانوا يتخوفون منه. بغض النظر عن من يحكم البلاد و طبيعة الحكم بها

  • Said Amazigh
    السبت 10 يونيو 2017 - 21:49

    فليعلم الدين يطبلون لليهود بانهم لا يعترفون بانهم عاشوا بكرامة بين المغاربة في احياء الملاح وهدا سمعته من شخص يهودي مغرب غير جنسيته لفرنسي حيت قال للفرتسيين ان الملاخ علارة عن كيتوهاة معزولة
    رغم انهم كانو محميين من دبح الاسبان الكاتوليك لا تنتتضرو خيرا منهم

    وه

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش