السعدي: النساء يتقدمن الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة "كورونا"

السعدي: النساء يتقدمن الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة "كورونا"
الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:00

قال محمد سعيد السعدي، وزير التنمية الاجتماعية والتضامن السابق في حكومة التناوب، إن النساء هن الأكثر تأثرا بتداعيات جائحة كوفيد-19، مقارنة بالرجال، معتبرا أن “الأزمة الحالية تشكل فرصة سانحة لإحداث قطيعة مع التوجهات النيولبرالية التي أضرت بالمساواة بين الجنسين”، ومشددا على أن ذلك “يقتضي تبني مقاربة جديدة، تعتمد على مفهوم الدولة الديموقراطية التنموية، والعادلة اجتماعيا”.

وأوضح السعدي، في تصريح لهسبريس، على هامش مشاركته في ندوة رقمية بعنوان: “النموذج التنموي على محك الأزمة الصحية كوفيد-19: لنجعل من الأزمة فرصتنا لتقدم المساواة بين النساء والرجال”، نظمتها جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص، مساء الإثنين، أن النساء “يتواجدن في الصفوف الأمامية لمحاربة الفيروس، كحال الممرضات والطبيبات…ويتحملن أعباء منزلية إضافية بفعل إغلاق المدارس”.

وزاد المتحدث ذاته: “هذا إضافة إلى تعرضهن لخطر العنف المنزلي، وعملهن في القطاعات الأكثر تضررا من الإغلاق العام، خاصة على مستوى الصناعات التحويلية والسياحية والخدمات، وكذا القطاع غير المهيكل”، مشيرا إلى أن “هذه المعطيات تؤشر على إمكانية تفاقم مسلسل التراجعات في مجال المساواة بين الجنسين وحقوق النساء، الذي برز مع وصول الإسلام السياسي إلى الحكم”.

ويرى وزير التنمية الاجتماعية والتضامن السابق أن هذا الاحتمال يبقى واردا، “خاصة إذا كرست الحكومة توجهها التقشفي الذي سيضر، لا محالة، بالقطاعات الاجتماعية التي تعنى بالحقوق الاجتماعية للنساء”، داعيا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام لقضايا النساء، خاصة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، والاعتراف بدورهن في مواجهة الجائحة.

من جانبه، اعتبر رشيد الدردابي، باحث في سلك الدكتوراه في قضايا الحكامة الترابية والتنمية المندمجة والنوع الاجتماعي، وفاعل حقوقي بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في تصريح لهسبريس، أن النموذج التنموي في المغرب أفرز نتائج كارثية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، “وتأكد ذلك خلال الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، إذ أنتج هشاشة كبيرة في القطاعات ذات الأولوية”، وفق تعبيره.

وشدد الدردابي على أن التفاوتات المجالية التي يعرفها المغرب تمثل أحد الإشكالات الكبرى، مشيرا إلى أن “5 جهات تحتكر أزيد من 70 في المائة من الساكنة، و75 في المائة من الناتج الوطني الإجمالي؛ فيما تعرف الجهات السبع الأخرى إفراغا سكانيا، وتدهورا اقتصاديا”، رابطا ذلك بالاختبارات السياسية والاقتصادية الكبرى للدولة، “ما انعكس سلبا على النوع الاجتماعي، وعدم تكافؤ الفرص بين النساء والرجال”، وفق قوله.

وأضاف المتحدث ذاته: “إن أرقام ومؤشرات النوع الاجتماعي مخيفة، سواء على مستوى التعليم أو الصحة أو التشغيل، ما يجعل قطار التنمية بالمغرب يمشي بسرعتين، إحداهما تخص الرجال والأخرى تخص النساء”، مؤكدا أن “المساواة بين الجنسين، خاصة في القضايا الأساسية، هي أحد المداخل الرئيسية لتحقيق العدالة المجالية، والاجتماعية، وبناء نموذج تنموي يرتكز على أسس الكرامة والعدالة الاجتماعية، والإنصاف والمساواة”، معتبرا هذه القيم “أسسا جوهرية لتحقيق التنمية البشرية العادلة والمتوازنة”.

وفي السياق ذاته، قالت فاطمة الزهراء الرغيوي، كاتبة ومنسقة عامة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص، بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إن “الوباء عرى هشاشة البنيات التحتية التي همشت لصالح المصالح الاقتصادية الكبرى، وتم تجاهل الثروة الحقيقية والأساسية لأي دولة قوية، والمتمثلة في بناء الإنسان وتكوينه وتعليمه تعليما جيدا وعقلانيا”، مشيرة إلى أن الوباء “فرض الاعتماد على العمل عن بعد، بواسطة التقنيات الحديثة، وهو ما بين أن النساء يندرجن ضمن الفئة المتضررة من هذا الوضع”.

وبررت الرغيوي تصورها بكون النساء “يجدن صعوبة في استعمال التقنيات الحديثة أكثر من الرجال، نظرا إلى ارتفاع نسبة الأمية بينهن أولا، وثانيا لصعوبة استفادتهن من هذه التقنيات بسبب ارتفاع تكلفتها المادية في كثير من الأحيان”، وفق قولها، وزادت: “في المقابل سمحت الرقمنة لهن بولوج المعلومة وإمكانيات التواصل، وحرية التعبير؛ كما أتاحت للحركات النسائية فرصة التشبيك وضم مناضلات ومناضلين جدد، وإبراز قضايا نضالية جديدة، كانت في العادة مهمشة أو مغيبة من النقاش العمومي”.

‫تعليقات الزوار

12
  • Ajdid
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:23

    أدعو الى العدل وليس المسواة فلا يمكن المساواة بين جنسين مختلفين
    العدل العدل أسي السعدي

  • حلايقي رأس الدرب
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:24

    أغلب النساء ما زلت يشتغلن بصدق لان اغلبهم غير مدمنات على القمارو الموبقات. وكذلك عندهم معاملة حسنة في الادارات. الا بعض النسوة اللواتي عندهم مشاكل صحية أنثوية .او امراض نفسية أو روحية و الله اعلم. الطبيب الحقيقي هو الذي يعامل الناس معاملة راقية في القطاع العام .هذا هو المواطن الحقيقي والرجل المثالي.والانسان الذي لا يعبد المال.

  • marocain drouich
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:47

    اللهم ٱرفع عنا و عن بلدنا هذا الوباء و الإختبار الربَّاني،إن كُنا مسلمين و نعتقد أن الله سبحانه أمْرُه بين الكاف و النون و لا يُعجِزُه شيء في الأرض و لا في السماء قال سبحانه(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)،من الواجب علينا حكومة وشعباً أن نبدأ بالتضرع اليه و الحث على كثرة الذِّكر و الصلوات و الدعاء كما كان يعمل أجدادنا و أسلافنا و هذا طبعاً بِمُوازاةٍ مع التدابير الصحية و الأمنية.أما لمن عنده أفكار تحررية من الديانات و لا يعترف بقُدرةٍ في الكون خارج إطار الملموس و المرئي فلا أتكلم عنهم.

  • هند
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:52

    افتخر دائما بالمراة المغربية الحرة
    الحمد لله هن كثيرات…افتخر بتلك التي تنظف و تغسل عند الغرباء بشرف من اجل اولادها و مساعدة زوجها ….تلك التي تبيع القزبر و المعدنوس بشرف و تتحمل مسؤلية ابويها…تلك التي تخرج في السادسة لمعمل الخياطة بشرف لتوفر حاجات البيت و تعود مساءا منهكة وتدخل المطبخ و تلبي رغبات الاسرة …افتخر بالمهندسة بالطبية..بامي و امك باختي و اختك و ابنتك و زو جتك ما دمن مثال للمراة الحرة…

  • المخ
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 12:59

    سبحان الله هاذ الناس حتى كيساليو و ياخدو التقاعد السمين عاد يبداو يفهمو . فين كنتي أجلاخة منين كنت فموقع القرار. سير تسرح إلى عندك شويهات. راها عطاتك ليام و سرحتنا و دابا بغيت ترجع . الله يلعن اللي ميحشم

  • Max
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 13:07

    حان الوقت و الآجال التقاعد لكل فرد بلغ 60 سنة و ليس لديه أي مدخول مادي.
    الدعم المباشر للفقراء والمساكين بدون وساطات أو أحزاب أو سياسات المفسدين هو الحل الأمثل لخروج من الفقر و ترويج الاقتصاد في جميع ربوع المملكة.

  • شرتات
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 13:14

    قال أن قطار التنمية يمشي بسرعتين ِِإحداهما للنساء والأخرى للرجال…..أرى أن قطار التنمية إختطفه الفساد والريع الذي ينخر الإقتصاد …مافيات في جميع الحهات وعائلات ورثت السلطةلأبناءها في مجالس بعضث الجهات كالعيون وكلميم واد الجنون…..وضع يعاني فيه الرجل كالمرإة من الحكرة والمحسوبية والزبونية ووضع الرجل الفاسد في المكان المناسب…..كما أن كل فشل في التنمية يردونه الى الإسلام ولبس الى أنفسهم……أنظروا لماليزيا وتركيا….

  • ابو الوليد
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 13:15

    استنتاجات خبير يجب اعتماد ها واستحضارها في صياغة النموذج الاقتصادي المامول

  • أمل
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 13:44

    إلى 4 هند
    كلام جميل لكن أنا أرى أن تلك المرأة التي تعود مساء منهكة من العمل لا يجب أن تدخل المطبخ لتلبية حاجيات الأسرة بل يجب أن تجد عندما تعود الأكل جاهزا والبيت مرتبا لأنها ليست عبدة عند أسرتها بل يجب مساعدتها سواء من طرف الزوج أو الأبناء.

  • M-krim
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 14:54

    المواطن المغربي بصفة عامة يعاني .هذا السعدي يريد ان يصرف النضر عن ماهو اهم .من اللذي ينفق عن الأسرة .نريد النقود لا نريد كلام فارغ

  • يتبع
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 15:14

    العدل هو الغائب الأكبر أسعدي وخاصة في بلدكم السعيد ذو الشاطئين ونحن نشتري السردين الخانز ب20درهم في مكناس وكلما توغلت في بلد فستجده بثمن أوروبي أسعدي أو لاتجده أبدا العدل هو الناقص في بلادك أسعدي ثروات البلاد بيد شخص واحد ويعز من يشاء ويذل الآخرين بالتعونيات أو ما يسمى بالتكافل،أسعدي في بلاد الحبيبة تهرب العملة الصعبة بالعلالي أسعدي، وفي بلادك أسعدي يسجن الناس إذا طلبوا مستشفى أو ماء صالح للشرب أسعدي، راه بزاف مايتقال، لكن أسعدي راه طفح الكيل، ولعل أختنا الحبيبة أو اللعينة كورونا أسقطت ورق التوت أسعدي

  • محمد فاس
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 17:38

    السي السعدي لي سمعك كتدوي بهاد الطريقة غادي يقول الرجل المغربي غير جالس بخير و لا خير وما خاصو والو و المرأة هي خداما عليه إيوا الله يعطينا وجهك

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات