نجاة أسامة .. مراكشية تكسب اعتراف الرجال في المنتجات الجلدية

نجاة أسامة .. مراكشية تكسب اعتراف الرجال في المنتجات الجلدية
الأربعاء 7 نونبر 2018 - 02:00

نجاة أسامة، صانعة تقليدية تتحدر من مدينة مراكش، تشق بخطى حثيثة سبيلها نحو التألق في ميدان صناعة المنتجات الجلدية التي يهيمن عليها الرجال فقط، حيث استطاعت تجاوز جميع العراقيل، التي وُضعت أمامها من أجل كسب قوتها اليومي في مدينة تُراهن على عائدات السياحة الداخلية والخارجية.

“تعلّمت الحرفة أبا عن جد، إذ نشأت في أسرة محافظة وجدت فيها جميع أفراد عائلتي يمارسون مهنة صناعة الجلد، وقد كان إخوتي يساعدون أبي في محله التجاري، مما دفعني ذات يوم إلى تقديم يد العون له، وبذلك ولجت الميدان بشكل رسمي”، تقول نجاة بلهجتها المراكشية.

وتضيف هذه الصانعة، التي تُشارك في الدورة السادسة لمعرض مهنيي الصناعة التقليدية “من يدنا” بالدار البيضاء، “استطعت النجاح في مدينة مراكش، رغم العراقيل التي وجدتها أمامي بسبب أنوثتي، لأن الصنّاع الآخرين لا يتقبلون فكرة وجود امرأة تنافسهم في المجال، لا سيما إذا نجحت في استقطاب شريحة عريضة من الزبناء”.

أسّست هذه الصّانِعَة التقليدية جمعية صغيرة في بداية مسارها المهني، وسرعان ما تمكنت من مُضاهاة باقي الصنّاع الآخرين بالمدينة الحمراء، مما دفعها إلى التفكير في توسيع أنشطتها التجارية، وتقرّر إنشاء تعاونية بعدما حصلت على دعم مالي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتتشكّل التعاونية التي أطلقت عليها تسمية “توكانا” من 18 منخرطة إلى حدود الساعة، تقدّم خدماتها لفائدة نحو 240 مستفيدة.

“المْعلْمَة” نجاة أثبتت لجميع نساء مدينة مراكش أن كل شيء ممكن، شريطة توفر العزيمة والإرادة من أجل مجابهة التحديات الكثيرة، التي يصنعها “المجتمع الذكوري” أمام النساء اللائي يطمحن إلى إثبات جدارتهن داخل السوق، لا سيما في مجال صناعة الجلد، الذي يشهد حضور الرجال بشكل كبير جدا مقارنة بالنساء.

وتقول نجاة أسامة، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “أبواب مؤسسة دار الصانع مفتوحة أمام جميع الصنّاع، إذ تقدّم لنا يد المساعدة كلما طرقنا أبوابها، ذلك أن هذه المؤسسة تستدعي مختلف التعاونيات الوطنية في مختلف المعارض التي تسهر على تنظيمها، فقد شاركت في أربعة معارض دولية، اثنان بدولة الإمارات العربية المتحدة، وواحد بالكوت ديفوار، وآخر بالسنغال”.

ويكمن المشكل الأساسي، الذي تعانيه تعاونية “توكانا” في اعتمادها على المعارض من أجل تسويق منتجاتها الجلدية، لأنها لا تقوم بالبيع داخل السوق المحلي بمدينة مراكش، بسبب إقدام أصحاب المحلات التجارية المنافسة على بيع منتجاتهم التقليدية بأسعار منخفضة، لذلك لا تستطيع نجاة عرض منتجاتها في الأسواق بسبب الأثمنة التي تبيع بها، لأن صنعها تطلّب وقتا كبيرا بغية تحقيق الجودة المطلوبة.

“إذا لم توفّر لنا مؤسسة دار الصانع وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة مراكش آسفي الدعم الكافي، من خلال استدعائنا في المعارض التي تنظمها، فإننا نبقى عاطلين عن العمل لمدة طويلة، لأن المنتجات التي نصنعها ذات جودة عالية، الأمر الذي يثير إعجاب المسؤولين الحكوميين، لأنهم يبحثون أساسا عن الجودة”، تقول نجاة متحدثة عن طريقة تسويق منتجات التعاونية.

وتؤكد أنها تقوم بتعليم نساء مدينة مراكش هذه الحرفة الضاربة في التاريخ، قصد إشراكهن في السوق التي يحتكرها الرجال فقط، قائلة: “علّمت كثيرا من النساء، لا يمكن إحصاء عددهن، بثمانية دواوير توجد بضواحي مدينة مراكش، بشكل مجاني”. وتشير الصانعة التقليدية إلى أنها تلّقت تكوينات عديدة ساعدتها على تطوير حرفة صناعة المنتجات الجلدية، مما جعلها تتميز في وسط السوق، حيث تتقن صناعة جميع هذه المنتجات، بينما يتخصص معظم الحرفيون في مُنتج بعينه.

‫تعليقات الزوار

1
  • مواطن2
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 08:05

    مبادرات شخصية معزولة لمحاربة البطالة….والمقال موجه في نهايته الى المسؤولين عن الميدان….سيدة برزت في ميدان كان وقفا على الرجال وهي في حاجة الى دعم منتوجها من طرف من يهمهم الامر خارج الوطن ليباع بثمن معقول يجعل الجمعية تستمر في عملها…وبدون ذلك لا شك ان مصيرها سيكون الافلاس ..مشاريع تستحق الدعم والمواكبة .وتحية لهاته السيدة على اجتهادها وصمودها.

صوت وصورة
الأمطار تفرح الفلاحين
الأحد 14 أبريل 2024 - 18:16 4

الأمطار تفرح الفلاحين

صوت وصورة
أممية أحزاب الوسط في مراكش
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04 1

أممية أحزاب الوسط في مراكش

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 47

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع

صوت وصورة
الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء
السبت 13 أبريل 2024 - 14:55 3

الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء