في أول تدوينة لها على حائطها الفايسبوكي بعد العفو الملكي الذي حظيت به سليمة الزياني، المعتقلة على خلفية “حراك الريف” بسجن عكاشة بالدار البيضاء، قالت الزياني: “آن لي الآن أن أعود إليكم.. أن أقبّل بكلماتي تراب أرضي التي لطالما تغنيت بها”.
وأضافت الفنانة الموسيقية والمسرحية المعروفة باسم “سيليا”: “كنت متشوقة لأعبّر لكم هنا عن شكري وفخري، لكن حائطي هذا ظل محجوزا رغم إطلاق سراحي، وقد كافحت واجتهدت لأسترده وأنتزعه من هاتفي الأصلي القابع في ردهات محكمة الاستئناف بالدار البيضاء”.
وتابعت الناشطة البارزة في حراك الريف قائلة: “أشكركم جميعا، بل أزف إليكم تحيات المجد الذي صنعتموه لأجلنا، نحن الذين أحببنا السلام وسعينا لنشر الحب مثلما تشبعنا بهما.. أحييكم، وأشد على يدي كل من صرخ مطالبا بحريتي، وحرية المعتقلين الأبرياء.. أشكر كل من خطرتُ له في باله فكرة وجب أن تتحرر.. وأجدد عهدي بأن صوتي وفني سيغني كبلبلة (ذلك اللقب الجميل الذي وصفتموني به، والذي تسلل بين قضبان الزنزانة ليصلني وينير ظلمة السجن) من أجل عصافير وطني، أشجاره، حقوله، سمائه، بحره وتاريخه الخالد”.
وكتبت سليمة الزياني على صدر صفحتها الفايسبوكية: “أيها المحبون للسلام، أيها العاشقون للوطن، سيليا ستغني لكم من جديد، وستجدد العهد بمواصلة الكفاح على درب القناعات الصلبة والمعتقدات الراسخة، حتى ننعم بوطن يتسع للجميع، وطن يكون فيه كل الشرفاء أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم”.
ولم تغفل التدوينة الفايسبوكية التي دونتها المعتقلة المفرج عنها وفاة عماد العتابي، الناشط بالحراك الريفي؛ إذ قالت: “وطني اليوم زف شهيدا آخر.. عماد العتابي.. هل نقبل العزاء؟.. لا أدري.. لكن فلتقبلوا، ولتقبل عائلة الشهيد، عزائي، عزاءنا، في دماء هُدرت ظلما، لتسقي ترابنا الطاهر”، بتعبيرها.
الان صومي ولا تتكلمي وعبري عن رايك سرا وليكن حديثك همس وخطواتك احتراس ولا ترفعي صوتك في دولة القمع والافتراس .
اشكري الله وجلالة الملك الذي اجاد عليك بهذا العفو ولتكن لك تلك الايام العصيبة درسا في المواطنة وحب الوطن
تحية حارة للأ خت فيروز امزورن والريف سيليا الزياني.
مشاو ربدا شم ثعزاذ خنغ أطاس أطاس! Azul
اﻵن فقط استرجعنا سيليا بنت البلد، بعدما زاغت عن جادة الصواب بسبب المبغضين وكذلك بسبب لحظة طيش وحماسة زائدة أودت بها إلى جدران عكاشة. وقد سبق أن قلت من باب النصح أن تهتمي بحياتك الخاصة وفنك ومستقك. فالحياة قصيرة فقدري ما أنت فيه من حرية وحب المغاربة لشخصك وفنك.
إن كنت حقا مؤمنة، فإن (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين).. واذكري أهل الفضل وفضلهم عليك، ولا تكوني من الجاحدين، فأبواب عكاشة ما زالت مفتوحة على مصراعيها..