معتقلو "فيسبوك".. من "فرسان العدالة والتنمية" إلى العفو الملكي

معتقلو "فيسبوك".. من "فرسان العدالة والتنمية" إلى العفو الملكي
الأحد 30 يوليوز 2017 - 23:50

في الثاني والعشرين من دجنبر العام الماضي، أياماً قليلة بعد مقتل السفير الروسي في أنقرة، اعتقل الأمن عدداً من الشباب من مختلف مدن المغرب، بسبب تدوينات على “فيسبوك” اعتُبرت إشادةً بمقتل السفير أندريه كارلوف.

هؤلاء الشباب، وعددهم سبعة، كان يجمع بينهم الانتماء إلى شبيبة حزب العدالة والتنمية، إضافة إلى كون أغلبهم نشطاء في صفحة “فيسبوكية” تحمل اسم “فرسان العدالة والتنمية”، كانت في عز “البلوكاج” الحكومي تشن حملات ضد عدد من السياسيين.

أبرز هؤلاء السياسيين الذين طالتهم انتقادات الصفحة المحسوبة على “البيجيدي” هو عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، كما انتقدت أيضاً وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق.

وكان عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد وجه انتقاداً لاذعاً إلى شبيبته، خصوصاً النشيطين على “فيسبوك”، ووصفهم بـ”الصكوعة”، وقال إنهم يعقدون مأمورية الحكومة والحزب تجاه حلفائه من الأحزاب الأخرى، لكن “الكتائب الإلكترونية” للحزب استمرت في نهجها المعتاد.

وقبل اعتقالهم بأيام، أصدرت وزارتا العدل والداخلية بياناً مشتركاً أعلنتا فيه عن فتح تحقيق من أجل الكشف عن الأشخاص الذين أشادوا بقتل السفير الروسي، ونبه البيان إلى أن الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون طبقاً للفصل 2-218 من القانون الجنائي.

وأمضى هؤلاء مدة اعتقال وصلت حوالي 8 أشهر، وفي الـ13 من الشهر الجاري قضت المحكمة بسلا في حقهم بالسجن النافذ بسنة حبساً نافذاً وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم من أجل الإشادة بالإرهاب، مع البراءة من تهمة التحريض.

وقبل الحكم، كان هؤلاء المعتقلون قد دخلوا، في ماي الماضي، في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على محاكمتهم بقانون الإرهاب عوض قانون الصحافة والنشر، قبل أن يعدلوا عن ذلك بعد تدخل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران.

عائلات المعتقلين سبق لها أن ناشدت، قبل شهرين، الملك محمدا السادس التدخل في هذا الملف، معتبرة أن “الشباب المعتقلين لا علاقة بالإرهاب، وأنهم اعتقلوا في ظرفية استثنائية خاصة، وظُلموا بناء على تكييف قانوني خاطئ”، ونال حينها وزير العدل والحريات السابق، مصطفى الرميد، الكثير من الانتقادات بسبب بيانه المشترك مع وزارة الداخلية.

وبعد أن أمضوا حوالي ثمانية أشهر في السجن، كان الخبر مفرحاً لأعضاء شبيبة حزب العدالة والتنمية، بصدور عفو ملكي؛ إذ أعلنت وزارة العدل، مساء أمس السبت، أن الملك محمدا السادس “تفضل فأصدر عفوه الملكي على الشباب المنتمين لحزب العدالة والتنمية والمعتقلين بتهمة الإشادة بالإرهاب”، وقد جرى استقبالهم من أمام السجن المحلي بسلا من طرف بعض قيادات “البيجيدي” مرددين للنشيد الوطني.

وقالت وزارة العدل إن قرار العفو الملكي جاء “اعتباراً لظروفهم العائلية والإنسانية وتجسيدا لما يخص به جلالته حفظه الله رعاياه الأوفياء وخاصة من أبناء هذه المنطقة من رعاياه من رأفة وعطف”.

خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، قال في تصريح لهسبريس: “إن العفو كان مفاجأة سارة جداً”، مؤكداً أن الشبيبة “كانت مقتنعة منذ بداية الملف بأن ما أقدم عليه الشباب ليس مبرراً لاعتقالهم”.

وأضاف البوقرعي أنه كان “من الممكن استدعاؤهم والاستماع إليهم فقط؛ لأننا نعتقد أن صفحات التواصل الاجتماعي مليئة بما توبع به هؤلاء الشباب، ولم يكن هناك مبرر لجرجرتهم بمحاكمة استمرت سبعة أشهر، ليسدل الستار بالحكم عليهم بسنة سجناً نافذاً”.

ولفت الكاتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية إلى أن “الأدهى في ملف اعتقال شباب البيجيدي هو تكييف المتابعة بمقتضيات قانون الإرهاب”، وقال: “هذا بالنسبة إلينا كان خطيراً؛ إذ لا يمكن أن يكون بيننا إرهابيون ومن يشيد بالإرهاب ومن يحرض على ذلك ونحن أبناء العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة”.

وأشار المتحدث إلى أن الشبيبة كانت “مقتنعة بأن ما قام به الشباب فلتة تراجعوا عنها في حينها، كما أن السياق السياسي الذي جرى فيه اعتقال هؤلاء كان معروفاً بسياق بلوكاج تشكيل الحكومة الأولى”.

وأوضح قائلاً: “حتى ولو حكمت عليهم المحكمة فهم في أعين الناس والمجتمع وأصدقائهم وحزبهم أبرياء؛ لأننا نعرف من نربي ومن هم المناضلون الذين ينتسبون إلينا، والحمد لله جاء العفو الملكي وأرجع الأمور إلى نصابها”.

وقال الكاتب الوطني لشبيبة “البيجيدي”: “لا يملك الإنسان إلا أن يعبر عن سروره وفرحه بهذا الحدث السعيد، وأن يتوجه بالشكر لجلالة الملك الذي كان سبباً في معانقتهم للحرية وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية”.

‫تعليقات الزوار

15
  • wood
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:17

    قضوا في السجن قرابة سبعة اشهر و هي المدة التي يحكم بها على عتاة المجرمين .فيبدو ان السجن في المغرب اصبح مكانا مؤلوفا لمن هب دب يجمع جميع شرائح المجتمع من الابرياء و الاشرار و الباعة المتجولين و الفقراء و الاغنياء .و هذا يبين مستوى الحضيض الذي تعرفه منظومة العدالة في المغرب !!

  • simo
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:33

    لا زلت أتدكر هده الصفحة التي كانت إسمها فرسان العدالة و التنمية ثم غيرت إسمها لفرسان الإصلاح
    كانو يدّعون أنهم لا ينتمون لحزب العدالة و التنمية
    و أنهم فقط جزء من الشعب المغربي المتعاطف مع حزب العدالة و التنمية
    و كانو يهاجمون كل من يخالف بنكيران
    حتى إنكشفت حقيقتهم ينتمون لحزب العدالة و التنمية

  • السوسي
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:34

    عندما تفرح لقتل شخص غذرا سفيرا كان أو غفير و تحت أي مبرر و خارج ظروف المواجهة الحربية أو الدفاع عن النفس أو الوطن
    فتلك إشادة بالإرهاب
    و الإشادة بالإرهاب يعني ضمنيا التعاطف و الدفاع عن الفكر الإرهابي الذي لا يؤمن إلا بالقتل و الذبح و التدمير.. و مافعله أعضاء شبيبة البي جي دي لا يخرج عن نطاق الإشادة بالإرهاب و تشجيعه

    نشرحوها بالخشيبات : الشاب التركي إرتكب جريمة إرهابية و قتل سفيرا غذرا و تسبب في أزمة ديبلوماسية خطيرة جدا .
    و هاد الشباب عن طيش و تهور و جهل فرحوا للعملية الإرهابية و أشادو بها و دعموها.
    بلا مانذخلو فديك الشي ديال "نتاقم لأبرياء سوريا" و هذاك النفق حيث هذاك حوار كبير جدا مانساليوش منو.
    الإشادة بالإرهاب هو نوع من الإرهاب
    هناك فيديو على اليوتوب للقرضاوي في برنامجه المباشر على الجزيرة يأمر فيه مباشرة الإخوان المسلمين في مصر بآرتكاب جرائم إرهابية بالتفجيرات إنتقاما من السيسي و نبهه الصحفي بأنه قد يموت فيها أبرياء فأجاب القرضاوي بأن هؤلاء شهداء بإذن الله و هذه حرب !
    هذه مصيبة كبرى !!
    و هكذا تتلوث عقول الشباب التائه بفكر مريض لا يؤمن و لا يفرح إلا للدماء و التفجير و الخراب

  • اطلالة
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:36

    هذا امر لا يقبله المنطق فلو ان الاشادة بمقتل السفير الروسي تعتبر جريمة يحاسب عليها القانون لكانت روسيا اولى بمحاكمتهم وطلب تسليمهم من المغرب لكن روسيا لم تهتم بهم ولم تبحث عنهم ويبدو ان السبب الذي زج بهؤلاء في السجن هو تداخل قانون مكافحة الارهاب مع قوانين اخرى وتعارضه مع حرية التفكير والتغبير .

  • مغربي
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:47

    الاسلام السياسي منذ ولادته بطريقة غير شرعية في هذه البلاد لم يقدم شيئا للمغرب كل ما فعله هو ربط المغاربة بمشاكل و خرافات وأوهام الشرق. لا يخرجون للشارع سوى لاجل أمور لا علاقة لها بهموم الشعب المغربي.هم أبطال في نظر من فقد البوصلة فقط.

  • اومحند الحسين
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 00:47

    **مبروك السراح يعفو ملكي يا فرسان المصباح**

    لكن حسب منظوري الخاص،،،ليس لي شأن بالرأي العام،،،أقول،، ما لم تخوضوا يا فرسان العدل والعدالة مع الشعب معركته الحاسمة مع فساد وتخاذل حكومة السيد العثماني،،وتسويفه لمطالب باتت إلتزامية ومن ضروريات الحياة والوجود لهذا الشعب المغلوب على أمره

  • halim
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 01:28

    و لماذا الورود على أعناقهم؟ هل العفو يعني الانتصار؟ مرتا أخرى يبرهنون على تخلفهم، هم و من معهم ممن استقبلوهم . إنما العفو من شيم الكرام !لكن لا اضنهم يعوا ما يقولون او يفعلون. ..التخلف!

  • بنت البلاد
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 06:08

    العفو لم يفرق بين معتقلي الرأي او السياسيين و المجرمين و اللصوص حيث ان الكل كان ضمن المجرمين…و لماذا كل هذا الاحتفال فلم يبق لكم من المدة سوى 4 اشهر و اعتقالكن كان تعسفا و حتى في اقصى الحالات كان الاجدر ان تتم المحاكمة و انتم في حالة سراح…

  • أمازيغي باعمراني عبدالله
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 08:06

    تخلى عنكم مريدكم يا شبيحة البيجيدي وفيقو من النعاس ووقفو مع الحق راه الفلوس تكسبها بعرق جبينك بذل الكذب على الشعب ومهاجمة الفقراء .

  • سيمو
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 08:29

    فرسان ؟؟
    الفارس لا يُشجع على قتل الناس العُزل و بطريفة جبانة من اجل ارهاب الناس

  • abdo
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 09:22

    انها العقلية البنكرانية هؤلاء الشباب مسح لهم شيخهم ابن زيدان عقولهم و اوهمهم باشياء ما فوق الميتافيزيقا ’ و اصبحوا يهرطقون ، لان من يشيد بالارهاب فهو مباشرة ارهابي .

  • اضن
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 09:54

    لما رأيت الصورة ضننت انهم ابطال فشي رياضات اتوا بمداليات دهبية او فضية في الالعاب الفرنكوفونية ولما قرأت المقال تبين لي غبائهم مند ان دخلوا السجن لاسباب لا علاقة لبالبطال ولا بشيئ اخر سوى سخونية الراس والجهل

  • hogra
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 10:12

    هل العفو يعني البراءة يعني هل لهم صفحة بيضاء في وثيقة حسن السيرة وما مصير وظائفهم التي كانو يشغلونها وهل بامكانهم ولوج الويظفة خاصة العمومية اظن ان محنتهم لم تنتهي الله اصاوب

  • adel
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 15:04

    هؤلاء جبناء وليسوا فرسانا.يسيرهم انسان فاشل في كل شيء هو بنزيدان.يدفعهم الى اشعال الفتنة في البلاد .

  • إدريس أبو أمين المغربي
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 18:30

    لقد تم الإفراج عن اكباش العدالة والتنمية بعفو ملكي هؤلاء الذين يشجعون على الإرهاب و التطرف
    لأنهم جبناء و اغبياء و ليسوا فرسان
    و من يشجع على الإرهاب و الفتن يعتبر إرهابيا و لا ثقة فيه و غير صالح للمجتمع

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال