اعتماد التأمين التكافلي يفتح آفاقا جديدة أمام "الأبناك الإسلامية"

اعتماد التأمين التكافلي يفتح آفاقا جديدة أمام "الأبناك الإسلامية"
الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:00

خطا المغرب خطوةً حاسمةً في مسار إكمال بناء منظومة المالية التشاركية بمصادقة البرلمان، عبر غرفته الثانية، الأسبوع الماضي، على قانون للتأمين التكافلي يُتوقع أن يُعطي دفعةً قويةً للأبناك التشاركية التي بدأت عملها سنة 2017.

وقد أثَّر عدم اكتمال هذه المنظومة خلال الفترة الماضية على إقبال المغاربة على منتجات هذه الأبناك الجديدة، وبالتالي تواضع حصتها من السوق البنكية التي لم تتجاوز 1 في المائة، حسب آخر أرقام صادرة عن بنك المغرب.

وحين نشر قانون التأمين التكافلي في الجريدة الرسمية ودخوله حيز التنفيذ، سيتم الترخيص لمقاولات جديدة خاصة بالتأمين التكافلي، وسيكون لزاماً على عدد من الزبناء العودة إلى أبناكهم التشاركية لتوقيع عقود التأمين على التمويلات التي تسلموها سابقاً بدون تأمين.

وقال سعيد أمغدير، رئيس الجمعية المغربية لمهنيي المالية التشاركية، إن التأمين التكافلي سيُساهم في “طمأنة الزبناء لاقتناء العقارات والسيارات عبر منتوج المرابحة، وبالإضافة إلى ذلك سيجلب الادخار عبر مقاولات التأمين”.

وأضاف، في حديث لهسبريس، أن “البنوك التشاركية أصدرت إلى حد الساعة قروضاً للعقارات والسيارات بدون تأمين بقيمة 6.5 مليارات درهم”، مقابل ذلك تُوجد فئة من الناس فضَّلت انتظار انطلاق المنظومة بكاملها للإقبال على المنتجات لأنها متخوفة في ظل غياب التأمين.

وأوضح المتحدث أن التأمين التكافلي له شقان؛ الأول يهم التأمين على الوفاة والعجز، ويشمل كذلك التأمين عن السكن مثل الحريق والسرقة، “وبالإضافة إلى ذلك سيُوفر الاستثمار والادخار، ولكي يتطور هذا الأمر يلزمنا سوق للرساميل لتوفير أدوات مالية خاصة بالمالية التشاركية”.

وفي رأي أمغدير، فإن الأبناك التشاركية في حاجة إلى الاستفادة من أسواق رأس المال حتى تزدهر شركات التأمين مستقبلاً، موردا أن المهنيين سيعملون السنة المقبلة على حث الهيئة المغربية لسوق الرساميل على تيسير الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية التي تقوم بها شركات التكافل.

وسيجعل التأمين التكافلي منظومة المالية التشاركية متكاملة، بحيث سيكون البنك مرتاحاً حين يمنح التمويلات للزبناء بتأمين خاص بها، كما أن هذا الأمر سيُساهم في خلق شركات جديدة توفر فرص الشغل لفائدة الشباب.

وأبرز أمغدير، المُراكم لتجربة تفوق 23 سنة في قطاعي الأبناك والتأمين، أن “القطب المالي للدار البيضاء أدخل ضمن استراتيجيته جعل المغرب قطباً للمالية التشاركية في إفريقيا، ولكي ننجح في ذلك يجب أن نتوفر على معدل تأمين أعلى مقارنة مع الدول الأخرى، فحالياً نسجل 3.7 في المائة، في حين تسجل جنوب إفريقيا نسبة تصل إلى 14 في المائة”.

وأكد المتحدث ضرورة رفع نسبة التأمين في المغرب، وقال إن هذا المسعى “يمكن تحقيقه عبر تفسير الأمر للناس لكي يطمئنوا على أموالهم ويفهموا مسار تدبيرها، والتأمين التكافلي سيكون له دور في هذا الصدد”.

وأشار أمغدير إلى أن التأمين التكافلي “يُمثل قطب الرحى في المالية التشاركية، كما أن له ميزة خاصة في بلادنا، بحيث قام المجلس العلمي الأعلى لأول مرة في المغرب بخلق نموذج اقتصادي خاص به يتمثل في طريقة التأمين التي تُفرق بين شركة التأمين التكافلي وصندوق التكافل، إذ أعطى لهذه الأخيرة الشخصية الاعتبارية والذمة المالية المنفصلة”.

وأوضح المتحدث أن “شركات التأمين ستُسير صندوق التكافل، وفي حالة كان الاشتراك مثلاً في حدود ألف درهم يتم خصم 20 إلى 30 في المائة، وما تبقى يعود إلى صاحب الاشتراك وهو ملك له، عكس التأمين العادي حيث تذهب النسبة المتبقية إلى المساهمين في الشركة”.

ويرى أمغدير أن رأي المجلس العلمي الأعلى في الفصل بين شركة التأمين وصندوق التكافل صائب، وهو ما سيجعل المغرب متوفراً على نظام جديد يختلف عن التأمين الكلاسيكي وحتى عن التأمين التكافلي المعروف في العالم.

ورغم أن اعتماد قانون للتأمين التكافلي يعتبر خطوة حاسمة قد تأخرت قليلاً، إلا أن أمغدير يرى أن المغرب “أخذ موضوع بناء المنظومة المالية التشاركية بعقلنة، وهو ما سيُتيح بناءً قوياً للمالية التشاركية في المستقبل”.

وحول الحصة المتواضعة الأبناك التشاركية من السوق البنكية، قال أمغدير إن الرقم يستوجب شرحاً دقيقاً، موردا: “حين ندقق في الحصيلة نجد أن كل 10 زبناء حصلوا على تمويلات بنكية للعقارات يُوجد من ضمنهم زبون واحد يختار بنكاً إسلامياً، ما يعني أن مساهمة الأبناك التشاركية في تمويلات العقارات منذ انطلاقها تمثل 10 في المائة”.

واعتبر أن هذا الرقم جيد مقارنة بعمل لم يتجاوز سنة ونصف السنة وبدون تأمين ولا أدوات استثمار لخلق المردودية، مقارنة بالأبناك العادية التي لديها تجارب تفوق عقوداً طويلة، مشيراً إلى أن التقييم يجب أن يكون بعد سنوات من الانطلاق الكامل للمنظومة.

‫تعليقات الزوار

21
  • سليم
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:12

    هذه الابناك تابعة في كثير من الأحيان لابناك تتعامل بالفوائد، أي أنها في الاخير تصب في نفس الوعاء الذي تصب فيه الابناك التي تتعامل بالفوائد اذا فلا داع ان نسميها ابناك اسلامية وهي تطلب منك اكثر مما تطلبه الابناك التي تتعامل بالفوائد، هذا ما يسمى التحايل باسم الدين، الفوائد جد مرتفعة في الابناك المغربية، في المانيا قد تجد ابناك تقرضك مقابل 3 بالمائة فوائد

  • احمد
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:14

    المغرب والحمد لله آمنا نسبيا بمقارنة مع دول أخرى وإقحام الدين في كل شيء بما في ذلك الأبناك سيخلق لنا المشاكل التي يسى تجار الدين خلقها بين ابناء الوطن الواحد ، الوطن للجميع والدين لله.

  • لا نعلم
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:20

    وجدت هذه البنوك الطريقة الذكية لتمتص دماء المغاربة بسرقة جيوبهم باسم الدين. يا لها من خطة تجعل هذه المؤسسات تراكم ارباحا تفوق الك التي تراكمها الابناك الحالية وتجعل المقترض اضعف من المقترض في الحالات الأخرى. خسئتم
    لو كان المواطن يهمكم حقا لتغيرت الطريقة وانخفضت النسبة الى الواحد بالمئة او اكثر. دعوا الحديث عن المواطنة للغرب. وامسكوا علينا كذبكم.

  • Amiral
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:25

    الابناك التشاركية شكلها حلال و مضمونها حرام.اثقوا الله في اخوانكم المسلمين.

  • البصراوي أهل الله
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:27

    حتى إنجلترا توجد فيها مصارف ذات تطبيق إسلامي من ناحية التعامل التجارى والفائدة مجربة بذلك المزايا وتقيم الفرق بينها وبين الرأسمالية. بعض الدول الذكية تفتح مجالات وأفاق جديدة التأقلم مع سكانها وزبائنها وغيره

  • المغربي
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:39

    دوك صحاب اللحية والإيمان الزائد كانوا زاهقين ليهم من القروض، دابا تم تحليله بطريقة قوايلبية باش كلشي الله يسخر يدير كريديات
    وا تقهرنا بالكريدي، فبلادنا السعيدة لابغيتي تسكن ولا دير طوموبيل تهز فيها رجليك ورجلين وليداتك ضروري مادوز على الكريدي
    الله يكون فعوانا، طحنا فوقت جميلة جدا !!

  • متتبع
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:45

    أبناك إسلامية!؟ ههههههه، مصاصو دماء تحت ذريعة اسلامية، اذهب إليهم وتفاوض معهم حول اقتناء سكن بعد ذلك قم بحساب المجموع الذي سوف يؤدى، ومن تم ستتأكد هل هي إسلامية ام لا. يا سادة جميع الابناك ملة واحدة لكن الاختلاف يكمن في طريقة جلب الزبون.

  • hossam
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 11:28

    التامين التكافلي…..الابناك الاسلامية…..والله ما فهت شي حاجة تمتصون دم الفقراء باسم الاسلام…والاسلام بريء منكم …. ..الا تستحيون. من ربكم….قاليك الابناك الاسلامية….وي…..وي وي.وي وي….وووووواي

  • متتبع
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 11:30

    نتمنى ان تكون خرجات اعلامية تشرح للمغاربة هذه الابناك التشاركية وتوضح الفرق بينها وبين الابناك الكلاسيكية ، كما اتمنى من صحفيي هسبريس تسليط الضوء على اللجنة الشرعية وأعضائها للمالية التشاركية بهدف بعث الطمأنينة في نفوس الزبناء المترددين والمشككين

  • faysal
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 12:03

    النامين التكافلي هو ان الموضف المغلوب على امره يقوم مقام الدولة في تادية مصاريف علاج المسنين…

  • جواد
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 12:14

    سبحان الله ..نسبة كبيرة من الناس تنتقد كل شئ…البيع بالمرابحة حلال..بشروط..ولا يهم قيمة المرابحة..سواء كبيرة أم صغيرة..كان على البعض مناقشة الطريقة..أما أن تجعل الابناك التشاركية مثل الابناك الأخرى فهذا جهل منك أو أنك تتجاهل …الاختلاف كائن في عقد الثقة ..قبل الشراء…يجب مناقشة الموضوع بعلم…

  • مصطفى
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 12:20

    كثير من الناس من يتحدث دون ادنى دراية بالموضوع , فلا يعلم اقوال اهل العلم الشرعي في الموضوع و لا توافقهم ولا اختلافهم و لا سبب دلك .فالمرجوا من كل من اراد ان يدلي بدلوه ان يبحث و يستفسر اولا في الموضوع ثم يقو بعد دلك هدا اختياري و الله اعلم. فوراء الاراء الصيرفية الاسلامية علماء و دكاترة متخصصون .

  • مفسر
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 13:00

    حسب تجربتي اذا اشتريت منزلا قيمته 500000 درهم بواسطة بنك تقليدي لمدة تسديد قدرها 20 سنة سياخذ منك 150000 درهم ارباح
    اما البنك الذي يدعي الصفاء فسياخذ منك 300000درهم ارباح
    حلل وناقش

  • ضد الضد
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 14:09

    يجب تنويرنا ما هي نسبة الفائدة لهذه الأبناك التشاركية لكي نستطيع التعليق بكل وضوح. نريد معرفة النسبة المائوية للفائدة سواء اقتناء سيارة أو اقتناء منزل أو الحصول على قرض لاستخلاصه بقرض سبق أن تم اقتراضه من بنك اخر لاقتناء منزل. وضحوا لنا الامور كما هي في واقعها.

  • كمال
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 14:29

    نتمنى التوفيق والنجاح لهذه التجربة.. بما يكون في نفع للمغاربة ان شاء الله

  • عثمان سمير
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 14:50

    الى المعلقين جواد ومصطفى على فرضية ان فتوى شرعية صورة المعاملة مسلم به رغم ما يثار حولها من جدل باستثناء الشق المتعلق بالبيع الى اجل بثمن اكبر من ثمن الاداء في الحال يبقى السؤال المطروح بالحاح لماذا هامش الربح لذى هذه الابناك يفوق نسبة الفاءدة لدى الابناك الاخرى حتى في حالة تساوي مدة التسديد سؤال ما لم يجب عليه اصحاب البنوك(الاسلامية) يجعلها موطن شك ولم لا استغلال للناس باسم الاسلام خلاصة هذه ابناك عرجاء كحكومة اخرجتها الى الوجود

  • Fellah
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 15:47

    J'invite les forces vives à œuvrer pour avoir ce genre d'assurance Takafoul pour assurer les voitures.
    L'idée est qu'une fois les charges et les sinistres sont payés, les benefiy seront redistribués aux adhérents, assurés
    Une sorte de mutuelle…

  • مواطن
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 18:52

    من يشرح لي كيفيفية أدء التأمين التكافل ومقدره

  • ابوخليل الملالي
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 19:22

    الابناك التشاركية فيها الخير كل الخير يكفي أنها لا تتعامل بالربا وهي تبيع للزبون ولا تفرضه المال نقدا فالزواج أغلى من الزنا ومن يدري أنها ستخفض مستقبلا من هامش الربح

  • تحذير
    الأربعاء 17 يوليوز 2019 - 13:37

    رغم أن الأبناك التشاركية أقل سوءا من الناحية الشرعية مقارنة بالأبناك الربوية، إلا أن معاملاتها التي صادق عليها المجلس العلمي تشوبها عدة شبوهات، منها إجبار الزبون على توقيع عقد تامين مع عقد البيع وهذا لا يجوز شرعا لما فيه من إكراه و جمع عقدين في عقد واحد، دون التحدث عن الغرر الذي يتميز به عقد التأمين التكافلي الذي يأمن على حادث قد يقع أو لا يقع كالتأمين على الموت وهو أجل في طي الغيب، وهو الشئ الذي نهى عنه الرسول ص، كما نهى عن أخد ما يسمونه بهامش الجدية الذي يعتبر كذلك من الناحية الشرعية تسبيق لسلعة لا يمتلكها البنك بعد أي أن البنك بدأ ببيع ما لا يملك لقول الرسول ص لا تبع ما لا تملك. كما أن هذه العقود المصادق عليها مملوءة بشروط مجحفة لا تمت للبيع السمح بصلة كما أمر الرسول ص، وأغلبها شروط أصلها موجد في العقود الربوية، تفرض على الزبون فرضا وليس له أي حق في التفاوض كما هو متعارف عليه في البيع والشراء. لذلك لا أتعامل لا مع البنوك الربوية ولا التشاركية حتى يطبقوا شرع الله كاملا وإلا فالمقاطعة، وما عند الله خير وفضله عظيم بلا حساب.

  • خبير اقتصادي
    الجمعة 26 يوليوز 2019 - 20:55

    السلام عليكم، بعد قرأتي التعليقات يتيبين لي جهل كبير للقراء بالتعامل حسب الطريقة الإسلامية. اولا البنك الإسلامي لا يقرضك مالا (و طبعا لا وجود للفائدة الربوية) البنك الإسلامي "يبيع" لك بهامش ربح كاي عملية بيع و شراء. التعامل مع البنك السلام ليس بالضرورة "أرخص" من الربوي… الحلال بين و الحرام بين.. و الحلال دائما اغلى و أصعب و الحرام متاح للجميع. لا نفرض على احد التعامل بلا ربى. انت حر في اختيارك. و السلام عليكم.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات