في خِضمّ الجائحة الرّاهنة، يُعيد معرض فنيّ بمدينة فاس الفنونَ إلى الفضاء العامّ، واضعا مجموعة من الأعمال الفنية، وقّعها فنانون مغاربة وأجانب، في الهواء الطّلق، بقصر المقري.
ويضمّ هذا المعرض أعمالا فنية تشكيليّة وفوتوغرافية وأخرى تنتمي إلى مجال “الفنّ الرّقميّ”، قادمة من مدن مغربيّة مثل فاس وورزازات وتيزنيت والدار البيضاء، ومن دول هي: إسبانيا وإنجلترا وبولَندا وفرنسا.
ومن المرتقب أن يستمرّ المعرض في موقع عرضه الرّاهن إلى نهاية الأسبوع الجاري، لينتقل بعد ذلك إلى موقعَي عرض آخرين، على التوالي، بالمدينة نفسها، إلى حدود اليوم الـ10 من شهر دجنبر المقبل.
ويقول عمر الشنافي، مؤسس ومدير لقاء فاس الفني، إنّ هذا اللقاء يضمّ 13 عملا فنيا، يشارك بها فنّانون من داخل المغرب وخارجه، أغلبهم محليّون.
ويوضّح المسؤول عن المعرض الفني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونيّة، أن مقصد تصميمه للعرض في الهواء الطّلق هو “احترام تدابير السلامة الصحية”؛ حتى “لا يكون اكتظاظ، وليبقى التّباعد الجسديّ”.
ويزيد المتحدّث مبيّنا الحاجة إلى الفنون في زمن “الجائحة”: “نحن في مرحلة تغيير، ونحتاج إقحام طاقة إيجابية فيها”، وهو ما يمكن أن يكون للفنّ “دور كبير جدا فيه”؛ لأنّه، وإن لَم يكن من الأساسيّات في الظروف الرّاهنة، “يمكنه أن يكون جزءا من تأطير المواطن، ليخرج من هذا الجائحة بشكل إيجابيّ”.
وفي سياق حديثه عن أهمية استمرار المعارض الفنية حتى في الظروف الاستثنائية، يؤكّد عمر الشنافي على “ضرورة بقاء الفنان في تواصل مع الجمهور، وبقاء الفنّ حاضرا في هذه المرحلة”، خاصّة مع “حالة الجفاف الفني” التي بلغناها.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المعرض الفني المتنقّل في الفضاء العامّ لمدينة فاس يأتي في إطار سلسلة من المبادرات الفنية المفتوحة للجمهور، التي ينظّمها “مختبر فاس الفني”؛ من أجل “دعم الدّور التغييريّ للفنّ في المجتمع المحليّ”، وإبراز الفنّ “كمحرّك للتّغيير الإيجابيّ بمدينة فاس”، خاصّة في ظلّ “الظروف الصّعبة الرّاهنة التي تشكّل فرصة لاكتشاف أمور لَم نولِها قيمة مِن قَبل”.