"الطوفان الثاني" .. فاتح ينبش في حرب العراق

"الطوفان الثاني" .. فاتح ينبش في حرب العراق
الجمعة 25 شتنبر 2020 - 01:21

صدرت حديثا للروائي العراقي فاتح عبد السلام رواية جديدة موسومة بـ”الطوفان الثاني”، عن الدار العربية للعلوم ببيروت، مواصلا المكوث الأبديّ في كنف الحروب، ووفيا لمشروعه السرديَّ في البحث عن ذلك المعادِل المستحيل لانهيارات الحروب.

وفي هذا العمل الإبداعي يجري الروائي العراقي في روايته “الطوفان الثاني” وراء عراق الحلم أو العراق المشتهى، كيف كان وكيف صار، عبر الغوص في حكايات شخوصه الباحثة عن الفرح ولو كان لحظيا طفوليا.

عين السارد في “الطوفان الثاني” على ذلك العراق “الحلم” بين الحروب، يرصده في نفسية الشخصيات المتعددة، التي تكاد تجمعها صفة “الحالمين”، والذين كما كتب الناشر “يشتّقون من تاريخ أوجاعهم مَسرّات بطعم الطفولة، وهم يروون لحظاتِ ما قبل النهايات..”، شخصيات يكاد القارئ يسمع “نحيبها وأحلامها (…) من طوفان عظيم يغمر الأمكنة والأزمنة، لتولد لهم مواقيتُ جديدة للحُلم والحُبّ والأمل تتحدّى حصار الخيبات”.

الروائي المرموق فاتح عبد السلام، كما في العديد من أعماله الإبداعية، جعل العراق محورا لسرد متشظ، بلغة شعرية توحي بذلك العشق الدفين من مغترب خبر التشظي؛ فكما يبحث عن العراق القريب في “الطوفان الثاني”، سبق له أن أبحر في عراق الحضارة في “اكتشاف زقورة” منصتا لـ”تاريخ العراق القديم”.

ويبقى الأديب عبد السلام، كما “زقورة”، وفيا لنبشه المستمر في “بقايا الحروب”، مانحا للقارئ المحتمل متعة “عبر ثنائيات الحياة والموت والحب والحرب والأمل والنهايات”.

وعلى مدى 367 صفحة يحفر الروائي ويفكك لغز الحروب، باحثا لشخصياته التائهة بين الحلم والواقع عن فرح لا يقدر على تحطيمه أي طوفان، عالم روائي يبحث ربما، كما كتب الناشر، “عن ذلك المعادِل المستحيل لانهيارات الحروب”، و”بؤرة روائيّة تنبض تحتَ أنساق من رماد ماكِر، يُغطّي ذاتَ الأرض التي نَحتَ فيها الطُوفَانُ الأوّلُ أصوات الملاحم والأساطير وأنفَاسَ المُدن المُضيئة”.

وللروائي العراقي، فضلا عن هذا العمل الجديد، أعمال أخرى منها “قطارات تصعد نحو السماء”، و”اكتشاف زقورة” 2000، و”عندما يسخن ظهر الحوت” 1993، و”حي لذكريات الطيور”.

يشار إلى أن أعمال الروائي فاتح عبد السلام دُرّست في عدد من الجامعات العراقية والعربية، ونالت روايته “عندما يسخن ظهر الحوت” جائزة الدولة للرواية في العراق سنة 1993.

‫تعليقات الزوار

1
  • عبدالعزيز بو سلمى
    الجمعة 25 شتنبر 2020 - 11:13

    نقرأ دائماً لأبرز الروائيين في العراق فاتح عبدالسلام ، غير انّ من الصعوبة الحصول على رواياته وقصصه الفذة ، بسبب قلة توزيع الناشرين اللبنانيين في المغرب ، كما هناك ضعف لدى الموزعين المغاربة والمكتبات في البحث عن الاعمال الاصيلة والكبيرة في بلدان اخرى . بشوق ننتظر رواية الطوفان الثاني في المغرب، لعلها تصل الى الدار البيضاء والرباط قريباً.
    قرأت للكاتب مجموعة قصص مذهلة اسمها – قطارات تصعد نحو السماء – قبل شهور، اليوم بي اشتياق عارم لروايته الجديدة .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات