الأكاديمي لحسن مادي يبدد القلق عبر "التربية على القيم الإنسانية"

الأكاديمي لحسن مادي يبدد القلق عبر "التربية على القيم الإنسانية"
الإثنين 10 غشت 2020 - 03:00

يرى النور من قلب الأزمة العالَميّة الرّاهنة كتاب “التربية على القيم الإنسانية وسبل بنائها” للأكاديميّ لحسن مادي، أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة ومدير مختبر البحث في علوم التربية والعلوم الإنسانية واللغات بالمدرسة العليا للأساتذة – جامعة محمد الخامس – الرباط.

ويقول الكاتب إنّ موضوع “التربية على القيم الإنسانية وسبل بنائها” شغل باله منذ مدة غير قصيرة، وصار أكثر أهمية مع بداية سنة 2020 نظرا للمستجدات المتسارعة التي يعرفها العالم، غير المتحكم فيها في كثير من الأحيان.

ويطرح المؤلِّف مجموعة من الأسئلة حول ما سيكون عليه المستقبَل بعد هذه السنة التي انضافت فيها جائحة “كورونا” بشراسَتها وقوَّتها، التي فاجأت العالَم دونَ تمييز بين الدول والغنية، إلى الحروب المتتالية، وعدم الاستقرار في كثير من بقاع العالم، والتحالفات السياسية الهجينة غير المبنية على قناعات إيديولوجية واضحة بين الدول، والتي لا تولي أي اهتمام للجانب الإنساني، خاصة للأطفال والنساء، والهاجس المتزايد للتّسلّح بآخر الابتكارات القتالية، والتدفق السريع للمعلومات، وأنواع التكنولوجيات جِدِّ الفعّالة والمتطوّرة…

وبعد تأكيده على أنّ هذه المعطيات “لا يمكن أن تحدث بدون تأثير إيجابي أو سلبي على مسلَّمَاتِنا ومعتقداتنا، بل وعلى طبيعة تفكيرنا”، أي على “قيمنا التي توجه سلوكاتنا وتصرفاتنا”، يرى لحسن مادي أنّ الجائحة بيَّنَت للجميع “هشاشة النظام العالمي”، وبأنه “ليست هناك دولة – مهما بلغت من تقدم تكنولوجي وعلمي- محمية من الأوبئة ومختلف الأمراض الخطيرة، وليست هناك حدود معلومة للدول رغم ما تتوفر عليه من أسلحة فتاكة وأموال باهظة”، بل نحن “أمام تغيير غير مسبوق للعالم”.

ويضيف المؤلِّف أنّ المرحلة الرّاهنة تعرف وجود “غموض مقلق ومحير لدى الجميع”، و”رغبة قوية للخروج من هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن؛ لأنه ليس هناك استعداد قبلي للدخول فيها لا من الناحية النفسية ولا من الناحية المادية”، مشيرا إلى أن “كورونا أحدثت هزة نفسية عنيفة غير منتظرة في حياتنا وربما عواقبها سنجترها لمدة غير قصيرة؛ فقد جاءت لتُغَيِّرَ العالَم، وقد تَظهر أنواع أخرى من الفيروسات أشد قوة وفتكا علينا التصدي لها.”

ولا يرى الكتاب أنّ بإمكان أحد إعطاء جواب شافٍ عن سؤال “أيّ تغيير للعالم ينتظرنا؟”، بل “علينا أن ننتظر في السنوات القادمة ظهور حكماء، مؤمنين بالقيم الإنسانية والعيش المشترك بين البشر دون تمييز، قادرين على تقديم أجوبة ملائمة وواقعية وإنسانية على سؤال: كيف يمكن الحفاظ على الحياة في كوكبنا المهدد بالأوبئة والأمراض والحروب المدمرة؟”، وهو “ما يتطلب وجود نظرة مستقبلية واستشرافيّة لديهم، عمّا يمكن أن يحدث، وأن يتسلّحوا بنكران الذات، والجرأة على اتخاذ القرارات الصائبة، والقدرة على إعادة النظر في كثير من المسلمات السائدة اليوم، التي تتحكّم في العلاقات بين الدول، خاصة منذ بداية القرن الواحد والعشرين.”

وتُمكّن هذه الدّراسة التي وقّعها الأكاديميّ لحسن مادي مِنَ “التعرف على مجموعة من القيم الإيجابية التي ستبقى سائدة في الحاضر والمستقبل”، وهي قيمٌ ستُحَقِّقُ “مجتمع العيش المشترك، المبنيّ على التطوع والتضامن والعدل، والمساواة”. وبالتّالي فإنّ “أزمة القيم” التي يدافع عنها البعض، وفق الكاتب، “لا وجود لها في الواقع”، بل الأزمة الحقيقية التي ستواجِهها المجتمعات مستقبلا هي “أزمة الرغبة في طغيان الصور النمطية والأحكام المسبقة التي تجعل البعض، بوعي أو بدون وعي، يروج لمجتمع آخر بمواصفات خاصة حَسَبَ مصالحه الشخصية أو الفئوية.”

ويرى الكاتب أنّ القول بأنّ هناك أزمة قيم “يحيل، في الحقيقة، على أزمة فهم القيم التي ينتجها أفراد المجتمع، وتحديدا فئة الشباب”، وبالتّالي “لا يجب أن نعتبر القيم التي ينتجها الشباب “مشكلا”، بقدر ما يجب مقاربتها كبعد من الأبعاد الضرورية لمشروع “حياة شاب”، وبناء لتمثل العالم من طرف فاعل اجتماعي له قناعاته وتصوراته ومُمْكِنَاتُه أيضا.”

ويذكر الأكاديمي لحسن مادي أنّ الدّراسة تبيّن أنّ “إيمان الشباب بإمكانية انتشار القيم الإيجابية على المدى المتوسط والبعيد، يعكس ثقتهم في مجتمعهم وفي مستقبل بلادهم، كما يؤكد على روح مواطنة عالية وتشبث كبير بالوطن وإيمان بقدراته وإمكانياته في مواجهة كل الصعوبات والنكسات التي تمر بها بلادنا من حين لآخر.”

ويزيد الباحث: “ولعل أزمة انتشار فيروس “كوفيد-19″ قد رسخت هذه الثقة في الوطن، من خلال الالتزام الذي عبر عنه مختلف الأفراد منذ بداية انتشار الوباء. ولعل نجاح استراتيجيات الدولة في مواجهة هذه الأزمة سيقوي التشبث بهذه القيم الإيجابية.”

ويسجّل الأكاديميّ ضرورة التأكيد على أهمية القيم التي عبر عنها المبحوثُون، وأهمية ترسيخها داخل مختلف المدارس والمؤسسات التربوية، باعتبار المدرسة إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأساسية التي توكل إليها مهمة تنشئة الطفل ومساعدته على تكوين شخصيته، عن طريق امتلاك مجموعة من الخبرات التي تؤهله ليحتل مكانته داخل المجتمع كفرد منتج وفاعل، علما أنّ المؤسسات التعليمية تلعب بشكل عام “دورا مهما في الحفاظ على تراث المجتمع وتقاليده، والعمل على تثبيت النموذج الاجتماعي والحضاري بواسطة مجهود جاد وعلمي”.

ويزيد الباحث: هذه إذن “الآلية التي من خلالها يكتسب الطفل ويتعرف على القيم والمعايير السائدة في مجتمعه، وفي هذا السياق اقترحنا مجموعة من الوضعيات التعليمية ومجموعة من البيداغوجيات الملائمة لبناء القيم داخل المؤسسة التعليمية”. لذا فإنّ “الاستثمار في منظومة القيم الإيجابية، باعتبارها مجموعة من القيم المترابطة التي تنظم سلوكَات الفرد وتصرّفاته وتوجّه مواقفه بوعي أو بدون وعي”، هو “استثمارٌ في الإنسان الذي هو أساسُ التّنميّة ومصدرها.”

‫تعليقات الزوار

14
  • العربشي
    الإثنين 10 غشت 2020 - 03:32

    بالله عليك 7 مليون مغربي يعيشون بأقل من 2 دولار في اليوم بالله عليك هل يربون أم يبحثون على الشغل أو الأكل أو العلاج …..غريب أمر " المتعلمين " هل يعيشون معنا أم على كوكب مارس يظنون أن كل المغاربة عندهم أجور مثلهم !!! لو أردت الكلام عن التربية يجب عليك أن تتكلم عن الطبقة المتوسطة أو الطبقة الغنية أما الطبقة الكادحة " أغلبية المغاربة " عندهم هم أكبر من التربية " هم وجودي " الأكل والسكن والعلاج و للبس و الدخول المدرسي وعيد الأضحى وفواتير الماء و الكهرباء ووووو

  • اسماعيل
    الإثنين 10 غشت 2020 - 04:24

    القيم ، وفقا لتعاليم ن. هارتمان ، هي بعض الجواهر المثالية الموضوعية. وبفضل القيم فإن كل ما يخصهم له قيمة. القيم ليست حقيقية ، لكنها مثالية ، فوجودها ليس له وجود حقيقي ، لكنها متاحة للإدراك في مسألة معينة ، وبهذا المعنى فهي وجودية ، متأصلة في الوجود نفسه. يتم التعرف على القيم ، أولاً وقبل كل شيء ، ليس بالفكر ، ولكن من خلال الرؤية العاطفية البديهية ، على الرغم من أن المعرفة عنها يمكن أن يكون لها طابع نظري عقلاني.
    وقد تحدث المهدي المنجرة عن قيمة القيم لكن هناك الى تدريس مادة الايكسيلوجيا اي العلم الدي يدرس القيم

  • Á ghbalou
    الإثنين 10 غشت 2020 - 06:14

    بناء القيم يتم بواسطة التربية والتربية تحتاج إلى سلطة والواقع اننا نعيش أزمة سلطة : سلطة الأبوين وسلطة المعلم وسلطة الشرطي والمخزني،،،،السبب حقوق الإنسان والحريّة والإفلات من العقاب ، والتساهل مع المجرمين واللصوص والغشاشين والمرتشين،،،الدول التي سيطرت على كورونا هي الدول التي يسود فيها الانضباط واحترام القانون وهيبة الدولة :الصين وكوريا والبلدان الأسيوية، حيث المواطن ملتزم ويحترم القانون تحت طاإلة أشد العقوبات
    بالعربية تاعرابت ، وباختصار شديد ، خاصنا العصا، ويجب البدء ببعض الدافعين عن الحريات الفردية وحقوق الإنسان

  • جواد
    الإثنين 10 غشت 2020 - 06:34

    وشوف غا الطبلية فلمدراسة شي لابسها وشي ملابسهاش كولشي هاد القيم الي فلمغاربة جبوها من المدراسة متشوف المعلم لابس الطبلية كدخل عند معلم اخر كتلقاه ملابسهاش كدخل عند الطبيب نفس الشي وبسمله كتلقا العايلة شي يقولها شي لا السلام مبقاوش اسلمو شكرا مبقاوش اكولوها الصف او النوبة مبقاوش اشدوة كلشي علموه لينا من المدراسة الدولة مسولة علا هدشي وكورونة دابة كيرد ليها الصرف ديال التراخي

  • المربي يحتاج التكوين
    الإثنين 10 غشت 2020 - 08:05

    التربية والتكوين أساس مهم في جعل الطفل مواطن صالح ويحترم الآخر دون تمييز
    فمنذ الصغر نربي الابن على أن غير المسلم عدوه وننعته بكل الاوصاف المدمومة كمنعدم التقة ديوت في النار إلى غير ذالك من الاوصاف
    كيف تطلب من طفل بهذه النضرة أن يكون سويا حينما يكبر وهو كبر وترعرع في جو من الكراهية للآخر والمرأة
    مع العلم أنه لم يعد هذا الطفل يعيش في قفص بل يتكلم ويتواصل بأم عينه عبر النيت والتلفاز أن هناك تناقض بين تصرف والديه ومايراه في المجتمعات الأخرى من نضافة وتجهيز وتعامل وخدمات مقدمة للمواطن وعدالة اجتماعية
    فإن كان الله سبحانه يطلب منا العدل بين المواطنين فالطفل يلمسه في المجتمعات الأخرى
    لذا وجب تكوين المربي قبل تكوين الطفل

  • زهير
    الإثنين 10 غشت 2020 - 09:36

    على الاستاذ الفاضل ان يقوم بحراسة المترشحين الاحرار اثناء اجتياز امتحانات البكالورية، لأخد مفهوم القيم و البعد الانساني لهؤلاء حتى يتسنى له دراسة و تقويم سلوكهم الغريب و الشارس .

  • samir
    الإثنين 10 غشت 2020 - 12:28

    كلام إنشائي وليس فيه أي صيغة إجرائية لتطبيق التربية على القيم على أرض الواقع ، نفس الوجوه من " علماء التربية " تتحدث طيلة سنوات وتنظر بكلام إنشائي وأيما مالت الريح يميلون ، يهللون لمشروع وعندما يثبت الواقع فشله ينضمون لحفلة الجلد ليشرعوا للطبيل لمشروع آخر … كيف يمكن أن نثق أو نأمل في نجاح مشروع ينظر به عرابوا الفشل منذ سنوات ؟؟
    وما يدل على أن الأستاذ المحترم لا يعيش الواقع هو قوله أننا لا نعيش أزمة قيم ؟؟ وفي نظرك ماذا نعيش ؟ أزمة بطاطس ؟ قيم هذا المجتمع في الحضيض والكل يجمع على ذلك

  • متابع
    الإثنين 10 غشت 2020 - 13:10

    في الجامعات المغربية ، ويعلمها الاستاذ مادي جيدا، عدد من الاساتذة الدكاترة ينتحلون بحوث غيرهم، ويسرقون رسائل طلبة آخرين، ويسطون على جهود الآخرين المنشورة في بلاد اخرى أو بلغة غير العربية ، ولا يتورعون عن نسبتها الى انفسهم …ويعتمدون على قصر >اكرة المغاربة وغياب حقوق اصحاب الملكية الفكرية ….هؤلاء السراق للأسف أكثر من يتحدث عن القيم وهم أبعد الناس عنها، بل هم احوج الى من يلقنهم دروسا في القيم …
    أما الكلام والادعاء فسهل

  • Samir oufir
    الإثنين 10 غشت 2020 - 14:05

    تربية علي القيم تنطلق من التعليم العالى اولا و من كاتب المقال خصوصا الذي لا تنقصه القيم الأساسية خلال ممارساته المهنية…

  • Jamal
    الإثنين 10 غشت 2020 - 14:19

    C'est un sujet très intéressant et d'actualité, mais l'analyse de l'auteur semble superficielle!! selon le résumé

  • حميد
    الإثنين 10 غشت 2020 - 16:04

    لم يعطي اي حلول اي واحد فينا انطلاقا من مهنته اوموقعه قادر ان يشخص حالة المغرب ذكر الفشل الاديولوجي مع تعميم غير مبرر لدينا نمادج اديولوجيا قوية الاولى في ايران مند بدياية الوباء الى الان حوالي 200 وفات يوميا ولدينا نمودج اديولوجي تاني الصين تضاعف ايران من حيت السكان 20 مرة ومع ذالك احتوت الخطر وحققت نمو اقتصادي خيالي اليس هذا نمودج اديولوجي ناجح والاول اي نمودج الاديولوجي الاراني فاشل غي قادر علا الصمود امام الاعاصير لفتاكة وغير قادرين علا التحكم في القطيع رغم انهم استتمرو نصف اموال النفط الغاز في القوة لاغير

  • الحسن لشهاب
    الإثنين 10 غشت 2020 - 21:54

    بلادنا العزيزة في امس الحاجة الى :اولا اصلاح النظام السياسي ت،و ثانيا الى اصلاح المؤسسة الدينية ،و ثالثا الى اصلاح المؤسسات الاقتصادية ،و رابعا اصلاح المؤسسة الاعلامية ،قبل المرور الى اصلاح المنظومة التعليمية بما فيها التربية على المبادئ و القيم الانسانية…الدرج يغل من الاعلى و ليس من الاسفل،ايها السادة الاكادميون المخزنيون,,

  • أنتي - يوتوبيا
    الإثنين 10 غشت 2020 - 23:50

    منذ عقدين و الحديث لا يكاد يكف عن التربية على القيم . كما تعد العدة لإرساء مصوغات المهارات الحياتية و محمولاتها القيمية .. و ماذا بعد ؟! كلام في كلام .. دون تغذية راجعة تطبيقا و ممارسة .. و الدليل مايحفل به الوسط التربوي من عاهات سلوكية و انحرافات أخلاقية و صدامات شخصية و جرائم تدبيرية و اختلالات تكوينية .،و كل فرقاء العملية التربوية منحشرون في المجزرة القيمية .. اقرأوا صفحات تربويات الورقية و الالكترونية لتعلموا محل القيم في الواقع .. إنه واقع مغربي من منظور مايكرو تحليلي لا يرتفع بل يمعن في الاتضاع على جميع المستويات . فكيف نريد من المدرسة أن تقطر وحدها هذا الحطام الأخلاقي و الهشيم القيمي و اليباب التربوي ؟! على "منظرينا" التربويين أن يتحلوا بيعض التواضع و الحكمة ، فليس ضروريا أن ينقلوا كل جديد من هناك وراء البحار !! و ليلتزموا بعض الصرامة المنهجية في التخطيط و التوجيه و المعالجة .. و يجترحوا خطابات منسجمة و بيئتنا التعليمية، و نموذجنا التربوي ، و خصوصيتنا الثقافية .. دون ادعاء خطاب العولمة و ما بعد الحداثة و القرن الواحد و العشرين

  • عزيز
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 01:15

    احترم الاستاذ الفاضل على هذا العمل الذي قام به علما بأنه دائما ما كان يحثنا خلال تتلمذنا على يديه بالمدرسة العليا بالرباط على التربية على القيم في كل ابعادها

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل