فيلم "سقوط الرئيس الملاك" .. هوليوود تدق طبول "الحرب الباردة"

فيلم "سقوط الرئيس الملاك" .. هوليوود تدق طبول "الحرب الباردة"
الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 06:00

روسيا تستبيح أمريكا في فيلم “سقوط الرئيس الملاك” Angel Has Fallen (غشت 2019 للمخرج ريك رومان ووغ). فيلم دعائي يُسخن مشاعر الوطنية الأمريكية بتهديدات عودة الحرب الباردة من خلال أب وطني شارك في الحرب الكورية وابن يحارب المافيا الروسية.

يهاجم الفيلم اللحظة التاريخية ويستثمر معارف المتفرج التي تلقاها من وسائل الإعلام ويبني عليها. وهذا يحرر المخرج من ضرر المقدمات، ومن ثقل شرح السياق (أسباب النزول). منذ ثلاث سنوات والجدل يجري حول تدخل روسيا في شؤون الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا فيلم قشرته سياسية وجوهره تشويقي. لنرى كيف طبق المخرج الخطاطة السردية في فيلمه؟

في الوضعية البدئية زرع المخرج ديكورا وحدد سياقا. رئيس أمريكي (أداء مورغان فريمان) يحب الحياة خارج العاصمة ويحترم مساعديه. رئيس مسالم ملاك (عنوان الفيلم بالإنجليزية Angel Has Fallen). كل شيء بخير.

في المحطة الثانية، مرحلة الانزياح عن العادي وبناء اللغز وقعت إساءة وصار البطل (جيرار باتلر) فجأة في ورطة، وقد نجح في تحقيق الهدف الأسمى مرحليا، لكن الخسارة فادحة، وصار متهما.

في المحطة الثالثة والأهم، تعقدت الأحداث لأن الرئيس المسالم خلق مشكلة غير مقصودة لجهة مجهولة. مشكلة ترتب عنها نزاع مع خصم غير شريف. كان ذلك سبب خرق الحياة العادية المسالمة وإعلان الحرب على البطل، وهو مساعد الرئيس. من سيكسب الحرب؟

كانت ذروة الفيلم هي انكشاف الأوراق والدخول في مواجهة مباشرة لإبادة الخصم مهما كان الثمن.

انطلقت مطاردة وتشويق على خلفية سياسية لأن أقرب رجل للرئيس صار عميلا وتورط في خطة جهنمية. مطاردات كثيرة يتخفى خلالها البطل في أمكنة ذات طبوغرافية تسهل عليه تضليل مطارديه. مع تقدم الفيلم تتشابك خيوط الحبكة وصار البطل مطاردا من طرف جهتين: جهة كان يعمل لها، وجهة تريده عميلا لها.

صارت المطاردة مزدوجة لأن الجائزة كبيرة. ثم ظهر سر، تم اكتشاف متورط لم يكن في الحسبان. لقد جند العدو الروسي عميلا وحليفا له في قلب السلطة الأمريكية. عميل حضّر خطة جهنمية أظهرت حجم الخراب الذي سببه عملاء روسيا لأمريكا. لأن الوطن مهدد يهيمن اللون الرمادي الكئيب على اللقطات.

انكشف الشرير، لكن الرئيس في وضع صعب، لذلك يبقى اللغز مغلقا. الرئيس هو الشخصية التي تحمل المصباح لتضيء طريق الحكاية. في انتظار إضاءة ذلك المصباح تستمر المطاردات. ولتضليل المطاردين نقل البطل المطاردة إلى أمكنة يتعطل فيها مفعول تكنولوجيا التجسس. وهنا تنبثق حبكة صغرى فرعية لأنف في مكان المطاردة التقى البطل بأبيه المنقطع عن حياة العولمة، أب هرم حارب في كوريا وفيتنام، يحمل في روحه كل نقط صدام الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. هكذا فالفيلم تمديد لأجواء الحرب الباردة التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي قبل سقوط جدار برلين سنة 1989. هكذا أوجز المخرج سوابق تاريخية لفضيحة تدخل روسيا في انتخاب دونالد ترامب في نهاية 2016.

يعتبر السياق الجيوسياسي مهما لفهم الفيلم. تقول الباحثة ليليا شيفوتسوفا في كتابها “روسيا بوتين” إن الرئيس الروسي، وبهدف توجيه الأنظار عن الأزمة الداخلية، يركز على السياسة الخارجية الاستفزازية لأنه يدرك أن روسيا لا تكون مهمة بالنسبة لأمريكا إلا حين تكون خطرة. وهكذا شرع بوتين في التقرب من الصين والضغط على جورجيا وأوكرانيا والتعاون نوويا مع إيران. وبذلك اعترف لبوتين بأنه لاعب دولي. وبدا كأن الحرب الباردة بدأت من جديد. والنتيجة جيدة: زاد اهتمام الرئيس الأمريكي بفلادمير بوتين وصارا صديقين ضد الإرهاب. صداقة العدو لتهدئته.

في الفيلم صار الأمر أخطر ووصل إلى محاولة الإطاحة برئيس أمريكا خدمة لأجندة مافيات روسية تكسب من دوام الحرب الباردة لأن كل حرب هي جائزة لبائع السلاح. انكشف المتصارعان في الفيلم، في هذا الوضع ينتهي كل اختبار بقاتل أو مقتول. نتيجة الاختبارات هي كشف الحقيقة. وبينما الصراع على أشده تحسنت صحة الرئيس. وكانت هذه هي المحطة الرابعة التي ستضيء طريق الحبكة. هنا سينبعث البطل.

يقدم المخرج معلومات قليلة عن صراع روسيا وأمريكا لتجنب الملل، بينما يقصف المتفرجَ بلقطات قصيرة طيلة ساعتين، لقطات فيها صور أشبه بلوحات تترافق مع صوت تحضير الأسلحة قبل إطلاق الرصاص… لقطات أشبه بلوحات مشتعلة.

لا يصدق الإنسان إلا ما تراه عينه، لذلك تتفوق السينما على باقي الفنون. ففي شاشة من اثني عشر مربعا تحصل العين على إشباع هائل بفضل كادرات كبيرة تقرب المتفرج من التفاصيل. في فيلم بميزانية ضخمة لا جدوى من الحديث عن جودة الصورة. أداء فريمان وباتلر مؤثر، أما أداء المحققة (جادة بانكيث سميث) فغير مقنع.

المحطة الخامسة في الحبكة هي أن البطل المتهم، الذي تعرض لمخاطر استثنائية، أثبت في النهاية براءته ونجح في زرع الأمل في الوطن، في أمريكا أرض الأحلام.

يريد المتفرج أن يكون بطله سعيدا في النهاية كما كان سعيدا في البداية. وقد حقق له المخرج ذلك وقدم له نتيجة الاختبار: الضابط الأمريكي قوي فعال لا يهزم وولاؤه للوطن مطلق وراسخ. حتى ولاؤه للعائلة راسخ، وهو يستعيد أسرته ووالده المصاب في عينه كأنه يعقوب حين استعاد يوسف.

لقد تمكن البطل من إصلاح ما يسميه منظر السرديات الروسي فلادمير بروب “الإساءة البدئية”. صار الشر الروسي تحت السيطرة، واتضح أن رجال الرئيس أقوياء وطنيون أقحاح. وفي هذا دعاية هوليودية هائلة تقصف القلوب قبل العقول بصور الفن السابع.

‫تعليقات الزوار

11
  • المتفرج
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 07:17

    فلم رائع لعشاق l action مزيج من باق ترتلاق ضرب فية نضرب فيك بكل اختصار بداوها ب كوريا دازوا الباكستان كملوها برواسا

  • Ali
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 08:24

    فلم على منوال London has fallen و washington has fallen اكيد السيناريو معروف من الآن. وهو دعائي سياسي يظهر القوة الدفاعية الأمريكية. وان أمريكا لا تعتدي على أي امة الا حين يعتدى عليها. بانتظار شهر ديسمبر موعد نزول نسخة 1080p bluray لتحميله ومشاهدته

  • salah sarghini
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 08:28

    je trouve votre raaport est un peu exagérer j'ai vu le film ce samdi je le trouve plus un film d'action et aventure
    l'agent de securité de Big brother avec son pere qui a vecu la guerre de vietname est avec probleme psychologique quil a subit c'est un film comme les autres film de Big brather un peu aussi de la sciencefiction concernnat la guere des drohne ciblé chaque personne avec son visage biometrique

  • Abdelghani
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 09:00

    يعتبر فيلم Angel Has Fallen روعة واثارة وهو واحد من سلسلات افلام Fallen,ك Olympus has fallen,London has fallen والجزء الثالث هو Angel has fallen وتكلفة الفيلم هي 40 مليون دولار وحقق حتئ الان 78 مليون دولار وهو معروض الان بالولايات المتحدة وكندا واستراليا.وتدور احداثه باختصار حول عميل الخدمات السرية يشتبه في محاولة قتل رئيس الولايات فيصبح لزاما عليه الهروب من وكالته الخاصة ومكتب التحقيقات الفيديرالي سعيا للكشف عن التهديد الحقيقي والوصول اليه قبل فوات الاوان.

  • امريكا
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 10:05

    أمريكا شردت وقتلت العديد من السكان الأصليين وأتت بالسود من إفريقيا للعمل بمزارع القطن وقتلت أيضا العديد منهم. أمريكا أطلقت اول قنبلة النووية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي وقتلت اكتر من 250الف ياباني. أمريكا استعملت أسلحة كيماوية ضد الفيتناميين خلال حرب الفيتنام والتي راح ضحيتها اكتر من 350 الف فيتنامي وهجمت على العراق وافغنستان وقتلت وشردت العديد من المدنيين. أمريكا قتلت الرئيس المنتخب الديمقراطي اليندي بتشيلي سنة 11.09.1971 وأتت بنظام عسكري ديكتاتوري برذاسة بينوشي. أمريكا حاولت مرارا وتكرارا قتل الزعيم الكوبي فدال كاسترو ووووووالائحة طويلة.

  • مراد
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 10:57

    من خلال تفسير شيء من الفيلم في المقال ومن منطلق تتبع الشأن السياسي شيئا ما فإن الرئيس المقصود في الفيلم هو ترامب باينا للعمى وفي القريب العاجل سوف يكتشف ترامب ويتعاقب من الأمريكيين والله اعلم وسجلو عندكم هده المسألة ونستنا الزمن وما خفي أعظم والرسالة الثانية في الفيلم هي أن أصحاب القرار في أمريكا على علم بما يدور في الخفاء ويبينون لنا بأنهم ليس نائمين وإنما التتبع الخططي الرئيسي وباختصار السياسة بحر وسط البحار ليس له قاع أو عمق

  • باتلر العنصري
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 10:58

    لن أشاهد الفلم بسبب جرار باتلر العنصري، انسان متعالي وحقود على كل من ليس من طينته

  • balli_mohamed casa maroc
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 12:49

    كلمة اتمنى ان تكون قصيرة من يدخل عالم صورة سينمائية فيهاالحركة والمعنى يقول كلمته على حسب فهمه فالسينما الأصل لاتعرف الأنحياز هده امريكية brabo اونقول حسن جدا وهده فرنسية اوهده انجلزية لا فاكل الصورالسينمائية من بداية السينماالى اليوم وهي وسط عالم المنافسة كل واحدة تريد التفوق على اختها وجلب اكبرعدد من الجمهور والحصول على الربح المضاعف فنحن شاهدنا هداالفيلم الحركي اكثرمن مرة تقنية في الخداع تقنية في التصوير زيادة على الخيال الدي يلعب في جل الصورالسينمائية فالممثل الدي لعب دورالرئيس له بصمات في فضاء السينماالواسع على اي مهمة التجسيد مهمة صعبة وليست سهلة قرأت تعليقات القراء المحترمين منهم من يتكلم بلغة فنية سينمائية ومنهم من يتكلم باللغة الأخرى فالسينمافن وتتكلم بلغة الفن وهو لسانها شكراللمنبر

  • bouazza
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 16:05

    Hollywood premier soldat USA

  • عمر كندا
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 17:18

    امريكا الشمالية عامة و منها كندا و امريكا ما عندهومش شي تاريخ قديم و مع دلك الابقى اقلاهم تمجد لتاريخهم و دكرياتهم ..احنا فالمغرب لي كما يقولو حضارة 12 قرن و لا نعرف منها شيء الا الكل و القفطان و كلام الشيخات….علاش القائمين على الفن و الثقافة ما يعطوش اهمية لتاريخنا عبر اعمال تكون منها تعريف اشنو هو المغربي العريق بعيدا عن تمجيد لسلاطين و دول مرت على المغرب..متلا اشنو هي الحياة اليومية فداك الوقت كيفاش كانت افكارهم …اما تاريخ الحروب و المعارك و قبيلة هجمت هلى قبيلة ..هادشي المقررات المدرسية عمراتنا بيه

  • Arifi
    الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 20:15

    تفرجت الفيلم في سينما ب 12 دولار جميل جيدا اسمه الهدف وشنطن صراع كان بين بيت البيض و استخبارات الامريكة ولا علاقة لروسيا في الفيلم اسمه الحقيقي objetivo Washington

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة