"بغل" كلينت إيستوود ينهي "دولة الرفاهية" ويحفر التراث السردي

"بغل" كلينت إيستوود ينهي "دولة الرفاهية" ويحفر التراث السردي
الإثنين 29 أبريل 2019 - 05:03

العجوز فلاح مأزوم يغير مهنته مجبرا لأن الإنترنيت دمرت مصدر رزقه. وقد عرض المخرج (البغل 2019 لكلينت إيستوود مخرجا وبطلا) الوضع والأزمة والتهديد في ثمانية دقائق، قدم شخصياته وشخّص التفكك العائلي وطرح فرضية “إن هناك دراما في كل زواج”.

لا توجد مقدمة منطقية أوضح. وضعية أولية تليها اختبارات لمدى قدرة الفلاح على الصمود في مهنته الجديدة. بالنظر إلى سن الفلاح فإن هناك خطة واحدة متاحة. ينبع التوتر الدرامي من انعدام البدائل.

هذا على المستوى الشخصي، أما على مستوى اللحظات التاريخية الدالة، فقد انتهت دولة الرفاهية، على الأفراد أن يعملوا حتى سن جد متأخرة، والنتيجة فلاح أمريكي قح في خدمة مكسيكيين يضرون بوطنه. أي عار مثل هذا لعسكري سابق؟

إنه مجبر على ارتكاب الجريمة والمشاهد يتعاطف معه، لأنه عجوز.

في الوصلة الدعائية للفيلم، والتي تعطي فكرة عن منطق السرد فيه قدّم العجوز خدمة وحصل على جائزة غير متوقعة. توقف ليفحص نوع الخدمة التي يقدمها. إنه يجهل ما يحمل معه. الجهل ظلام. لذلك كانت الكاميرا في صندوق السيارة. حين ينفتح صندوق السيارة يصل الضوء إلى القطة والفهم إلى ذهن البطل. الفهم والإفهام في السرد فعل عسير.

عرف العجوز السر. اطمأن. لكن شرطيا وقف خلفه فجأة. قَلٍق. تصرف بهدوء وانتظر معجزة. نبح كلب الشرطي فعاد الشرطي لسيارته. اطمأن العجوز. فتح الشرطي باب سيارته فقصد الكلبُ العجوزَ. الكارثة قادمة. قلق.

انتهت الوصلة الدعائية للفيلم، وقد شاهدها الملايين وهُمْ متشوقون لمعرفة كيف تعامل العجوز مع الكلب الشمام المدرب على كشف الأسرار. بفضل هذه الأسرار خرج فيلم “البغل” في القاعات وليس في نتفليكس كما فيلم “روما” الذي انتصر له النقاد باعتباره تحفة مزلزلة؛ لأن ألفونصو كوارون اشتغل على حركة الوسيط السينمائي (الكاميرا) أكثر مما انشغل بسرد الوقائع.

في تلك الوصلة حبكة واضحة. هناك فاعل يستخدم الحيلة للحصول على شيء يرغب فيه من خصم ينصب له كمينا. وفي كل كمين حيلة. باستمرار تتولد مخاطر غير متوقعة في طريق البطل.

إن هدف الحبكة هو توريط الشخصيات في أزمات خطرة، لكي ينكشف معدنها ويتغير مسارها. وهذا ما يجعل السرد مشبعا بأسرار صغيرة، ما أن تنكشف تباعا حتى تزرع أسرار جديدة في طريق إدراك المشاهد. هكذا يقدم المخرج بالتقسيط معلومات دقيقة تسمح للمتفرج بالفهم واتخاذ موقف.

دائما هناك ربط بصري أو لفظي بين المشاهد، لذلك فالمخرج يمسك بالمشاهد من يده وعينيه ليريه المشاهد بدقة. طيلة الفيلم يعطي المخرج الأولوية المطلقة للحبكة الرئيسية، لذلك لا يتيه المشاهد. والحبكة “هي التتابع المفصل لارتدادات الحكاية، مازجة سلسلة النزاعات والحواجز ووسائل استخدام الأشخاص من أجل تخطيهم” (كاتي ويلز معجم الأسلوبية ص 294)، كانت الهزة الأولى في حياة البطل اقتصادية ترتبت عنها ارتدادات اجتماعية عرّت ماضي البطل ورسمت شكل تعامله مع أفراد أسرته.

طبق كلينت إيستوود السرد الخطي على أصوله، حدث يتبعه حدث. كل حوار يدفع بالحدث للأمام. يعرف المخرج أن المشاهد ومنذ اللقطة الأولى، يريد أفعالا. أفعال بتفاصيل مدهشة؛ لأنها وقائع متفردة، أي لم تشاهد من قبل، وقائع تخبر عن الشخصية وتبرز مرورَ الزمن وتبين بصريا كيف أثرت على نفسية بطل الفيلم.

لقد عاد كلينت إيستوود إلى الوقوف أمام وخلف الكاميرا، وقد بلغ درجة نضج تجعل من الصعب إدراك أسرار أسلوبه في الإخراج. تبدو القصة كأنها تروي نفسها دون بروز عمل الوسيط السينمائي: الكاميرا. كما في المقابلات التي يديرها حكام محترفون. لا يكاد الجمهور يلاحظ وجود الحَكم. في الفيلم لا يكاد يلاحظ وجود مخرج خلف الكاميرا. مخرج يهمه المحتوى الروائي العميق وليس الأسلبة. فيكون بذلك قد طبق نظرية أورسن ويلز في الإخراج “فسّر الشخصيات”.

ما معنى تفسير الشخصيات؟ أي دفعها لتنكشف وتعرف بنفسها في كل اختبار حياتي وتحت نظرات الآخرين القاسية. وفي النهاية تتمكن الشخصية من تصنيف تجاربها. وهو ما فعله الفلاح العجوز الذي يقوم بنقد ذاتي مرير، وهو يدين نفسه: مجرد بغل وزوج وأب فاشل. ويخرج بخلاصة فات أوانها: العائلة مهمة والزمن لا يشترى.

لتعميق تفسير شخصية بطله البغل عمد المخرج ومنذ عنوان الفيلم إلى الإحالة على حكايات شعبية التي عمرت آلاف السنين وتفهمها كل الشعوب. للبغل سمعة سيئة في السرد القديم وفي صحافة اليوم، ففي شمال المغرب مثلا توصف النساء المهربات بـ”البغلات” وهذا يستفز المنظمات الحقوقية.

من أين ينبع الاستفزاز؟

من كون البغل وغد، في الثمانين يستمتع برفقة البنات، لا يجري شيء؛ لكنه يستمتع بدبيب الحواس. البغل شخصية مركبة لا يكتشف المتفرج حقيقتها بسهولة. يعرف العجوز البغل كيف يشُل الكلب الشمام، لا أحد يحب البغال. لكن المشاهدين يحبون الأفلام التي تحكي سيّر البغال.

كل سارد يفهم قوانين الحكي سينتج سردا ممتعا مشتركا بين كل البشر. للمخرج معرفة سابقة بالبغال وقد سبق له التمثيل في فيلم “بغلان للأخت سارة” SIERRA TORRIDE 1970 عن سيرة راهبة عاهرة مقاومة متنكرة.

في سن الثمانين، يستمر كلينت إيستوود في إدهاش العالم، لم يشخ فنيا. وهو يردد في الفيلم حين هرب سلعة وحصل على جائزة: ستكون الأخيرة، ستكون الأخيرة.

أتمنى ألا يكون هذا آخر فيلم له.

قوانين السرد تلك مدروسة ومعلومة ولم يخترعها كاتب السيناريو. من يعرف هذه القوانين ويملك موهبة السرد سيعرف كيف يبني حبكات ذات أفق مفتوح وتفهم بصريا بغض النظر عن لغة الحوار في الفيلم.

مرفوقا بموسيقى تصويرية لليل وأخرى للنهار يعبر البغل الحواجز ويتخطى الصعاب ويصل سالما، كلما تحسن وضعه المادي صار الكادر أكبر ووجهه أقرب للمشاهد، صار أقرب للضابط الذكي (أداء برادلي كوبر) الذي يطارده دون أن يكتشف جرمه لأن البغل يتقن التظاهر بالبراءة. ولهذا سوابق في وعي المتفرج. فالبغل الذي شعر بتهديد الذئب تظاهر بأنه يعرج، وحين سأله الذئب:

ـ ما بك؟ أجاب:

ـ أصابتني شوكة في قدمي أريد أن تنزعها.

ذهب الذئب خلف البغل لينزع الشوكة فأتاح له فرصة ليسدد لفمه ركلة.

في النقد الذاتي الذي يقوم به العجوز في نهاية الفيلم، يعترف بأنه ركل الجميع وبحسن نية.

‫تعليقات الزوار

19
  • ana
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 05:55

    The mule is a new movie about an old guy who faces challenges- Clint Eastwood

  • Abdul Asilah
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 06:01

    ما احوجنا الى مخرج من هذا العيار فانا لم اعد اتحمل مخرجينا والمواضيع التافهة التي يعالجونها في اعمالهم الباىسة رغم الغنى الثقافي والتاريخي لامتنا

  • متتبعة
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 06:11

    كلين استوود هرم من أهرامات السنيما العالمية سواء كمخرج أو ممثل.

  • محب السينما
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 06:24

    Eastwood الفنان القدير فعلا من اروع رواد السينما العالمية ليس له متيل أفضل ممتل وأحسن مخرج لن تجئ السينما العالمية بمتيل له رغم كبر سنه الا انه يزداد تألقا grand
    Torino magnum 55
    1973

  • مغربي كندي
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 07:03

    شاهدت الفلم بدار السينما بكندا فور طرحه بداية هذه السنة، فلم رائع يجمع في قالب سردي ممتاز يجمع بين الفكاهة و الدراما في قالب فني رائع و اداء منقطع النظير من البطل الغني عن التعريف كلينت ايستوود، انصح بمشاهدته

  • استاذ الانجليزية
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 07:35

    لا ادري لماذا كلما قرات تقريرا حول شريط سينمائي بالعربيةfilm reviewاحس كانما يريد الكاتب ان يعسر على القراء فهم الشريط وتنفيرهم من مشاهدته. الا توجد في العربية كلمات سهلة لشرح مضامين الفلم دون الدخول في جمل تبدو صعبة لانها لكنها فارغة من المعنى. اقترح ان يقرا الناس ترجمة هاته التقارير بااانجليزية، ليفهموا قصدي. فان لم يجدوا، فليترجموا هاته التقارير عبر Google Translator. هات الترجمة رغم ركاكتها ستمنحهم لذة لا يمكن ان يمنحها تقرير متعال، بارد ومنفصل عن الشريط الاصلي.

  • هشام
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 07:38

    نقد جميل أستاذ بنعزيز. أبدعت! واصل إتحافنا بهذه الكتابات العميقة الرقيقة الجميلة.

  • Hamid
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 07:42

    من الشيق أن يبدع كلينت ايستوود في هذا السن وبهذا .. لقد شاهدت الفيلم وأعجبني كم التشويق الهائل فيه وكذا الأسى على وضعية البطل الذي اضطرته ظروف المادية ونبذه من طرف أسرته إلى أن يمتهن التهريب للعيش .. فيلم رائع يستحق المشاهدة فعلا..فرجة ممتعة

  • مواطن2
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 08:53

    كلينت ايستوود هرم من اهرام السينما العالمية.انفرد بشخصية لا مثيل لها.والغريب انه في هذا السن ولا زال يعطي في ميدانه.بتقنية عالية.وتلقائية تجعل المشاهد يومن بانه يرى الواقع…لا يتصنع …دقيق في كل اعماله.شخصيا لست اهلا لوصفه..وللحديث عن كفاءته…فذلك شان اصحاب الشان.ومع ذلك لابد من الاشارة الى مكانة هذا الشخص ولو بالنزر القليل.

  • البغل المحبوب
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 09:01

    الانسان خلقه الله فصوره في اجمل صورة وها انت تاتي بفيلم مزاجي لكي ترضي شريحة معينة من الناس ليس لغرض المال لانك لم تعد بحاجة اليه لتقدمك الكبير في السن, الفيلم عنده دلالات لا تعلمها الا انت و من يدورك في فلكك, فكرة الفيلم ليست بوقعية كما ذكرت انت لكن اتيحت بواسطة كاميرة مثبة في المكان الذي ياتيك منه الالهام, يعني الامر هو امر واقع ومن تصفهم بحكام لايراهم احد هم مجرد جواسيس يزودونك بما تحتاجه من افكار من اجل اتمام الفيلم, اين وصل مسلسل 13REASONS WHY الذي تم اخراجه بنفس الطريةقة: تثبيت كاميرا + نصب كمين (فتاة)= تصوير احداث فيلم بالمجان,
    فعلا احداث هذا الفيلم ليست واقعية لكن تاتي اتباعا كما تخططون لها تحت عين كاميرا التي تاتيك بجديد الفيلم, لقد صدق من قال "البغال تعرف بعضها البعض"

  • ناقد
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 09:12

    مثل ممثلينا ومخرجينا افلامهم تصور وسط أربعة جدران وحوار الفيلم يبتدى" نشربو اتاي" وينتهي الحوار "بلاتي ماتمشيش حتى تشرب شي كاس ديال اتاي "

  • Karim
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 09:38

    كلينت استوود ممثل عملاق. من احسن الممثلين في المئة سنة. مشاهدة افلامه متعة للعين والعقل. من منا لا يتذكر فيلمه التاريخي الخالد The bad, the good and the ugly.
    او افلام Dirty Harry…قمة الآداء والتمثيل

  • بني ملال janteloven
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 10:08

    الممتل الأسطورة كلنت إيستوود مازال يبدع و في كل مرة يدهشنا بعمل سينمائي وفني من العيار الثقيل رغم العمر والسن الكبيرة ،الصرامة والواقعية في تأدية الأدوار وقوة النص السينمائي تجعلك تحب كل الشخصيات التي قام بتأديتها ، ماذا يمكن أن تخبئ الحياة والقدر لرجل عجوز فقد كل شيئ واجدا نفسه يبدأ حياة جديدة كناقل للمخدرات وخارج عن القانون؟يقول في إحدى لقطات الفيلم بأن المال لا يمكنه أن يشتري الزمن ، الوقت الضائع من حياة الإنسان يجعله يتساءل هل لو رجع الزمن إلى الوراء هل كان سوف يعطي أهمية أكتر إلى العائلة والزوجة والأبناء على إختيارته الشخصية .
    بعيدا عن مهنية الممتل وشعبيته الكبيرة يعاب عليه سياسيا من طرف الكتير من الأمريكيين دعمه للرئيس الأمريكي ترامب .

  • الخطابي
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 12:07

    بغض النظر عن انبهار صاحب المقال – تحليل جيد – بالمخرج فنيا الا انه تجاوز عن الهدف الحقيقي وراء الفيلم . كلينت ليسترد من أكبر داعمي الرئيس المهرج ترامب ومن اكبر مساندي بناء جدار العار والفصل العنصري الذي يمارسان بنائه لفصل المكسيك عن أراضيها التاريخيه الشمالية – ولايات كاليفورنيا فلوريدا تكساس -حتى أسماؤها لازالت اسبانيه للهزل . والمخرج البغل يقدم تبريرات لهذا الطرح لا اقل ولا اكثر ، ففي بدايه الفلم هناك عماله مكسيكيه تعمل في الأرض في خدمه البغل بينما اخره حول المواطن الأمريكي لخادم عند هؤلاء المهاجرين ، استعباد المواطن صاحب الأرض وتخريب بلده ورهن مستقبله بمدى خطر هؤلاء العابرين للحدود السهله التجاوز . من هنا تأتي الضروره القصوى للجدار هذه الفكرة الحقيقية الفلم وليست توهان المشاهد في خضم المشاكل الاجتماعيه للبغل فالمخرج محترف لا يفضح هدفه العنصري بسهوله .

  • يوسف
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 12:32

    دائما في قمة العطاء كلينت ممثل و منتج و مخرج عبقري عرض عليه فب الستينات ان يقوم يدور جيمس بوند فرد قائلا انها ليست شخصيتي ….فنان بكل ما تحمل الكامة من معنى لم يسبق له ان تفوه بكلمة نابية في حق اي ممثل اخر التقيت به في مراكش مند سنوات جالسا في مقهى شعبي و ينتعل صندلا عاديا و كان في قمة التواضع….هكدا يكون العباقرة.

  • salah
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 15:54

    فلم هائل من كلين ايستود، رغم ظهور علامات الكبر عليه ، اداءه كان رائع.
    فلم انصح به القراء.

  • mazharimohamed
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 21:06

    toujours nos films se tournent a minuit et dans une maison louee et si vous demandez combien ce film a coute alors c'est la catastrophe ils vous repondent entre 1 et 2 milliards

  • Lmiricani
    الإثنين 29 أبريل 2019 - 21:51

    tous vient de cette grande nation c est les usa the best of the best

  • كبور
    الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 15:53

    قصة هذا الفيلم حقيقية حيث ان صاحبها توفي قبل حوالي سنتين بعد خروجه من السجن لمعاناته مع مرض مزمن
    لكن المخرج الممثل وضفها احسن توضيف
    والسلام ع

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 4

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14 4

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا