كتاب جماعي يرصد المسار الترافعي لرشيد الحاحي

كتاب جماعي يرصد المسار الترافعي لرشيد الحاحي
الإثنين 11 فبراير 2019 - 07:40

صدر عن منشورات جمعية أزمزا للثقافة والتنمية كتاب جماعي يتضمن أعمال ندوة دراسية، وهي قراءات ودراسات أنجزها مجموعة من الباحثين حول مؤلفات الباحث والكاتب المغربي رشيد الحاحي. كما يتضمن الكتاب ثلاثة حوارات صحافية أجريت مع الكاتب بصفته الثقافية والفكرية وأيضا الترافعية كفاعل مدني وأحد الوجوه البارزة في مجال التنظير والعمل الأمازيغي بالمغرب.

ويقع الكتاب في 136 صفحة من الحجم المتوسط، مقسمة إلى العناوين الآتية:

المعنى كواقعة ثقافية: مسارات الحفر في المتخيل الرمزي والأنساق الثقافية، قراءة في كتاب “النار والأثر للباحث أحمد أبوزيد، وقراءة في كتاب “الهوية وقضايا الأمازيغية والإسلام السياسي والحريات للباحث محمد أيت بود، وقراءة في كتابي “الأمازيغية وأسئلة المستقبل” و”الأمازيغية والمغرب المهدور للباحث أحمد الخنبوبي، وفهم الفهم في إستراتيجيات الخطاب الثقافي

الأمازيغي، اللامفكر فيه والتأويلات الممكنة، رشيد الحاحي أنموذجا، للباحث يوسف محمد بناصر، والمشروع النقدي للحاحي منظرا ومبدعا للباحث محمد أوزي، وقراءة في كتاب “الأمازيغية والسلطة، نقد إستراتيجية الهيمنة” لمحمد أيت بود..إضافة إلى ثلاثة حوارات فكرية وترافعية أجراها معه كل من الباحثين والصحافيين أحمد أبوزيد، لحسن باكريم وعبد المؤمن ماحو.

وفي تقديم الكتاب من طرف الناشر، وفي معرض هذه القراءات، يؤكد الباحث محمد آيت بود أن كتابات وأبحاث رشيد الحاحي تتسم بمقاربات معرفية متعددة ومتكاملة، وهو مؤشر هام على نضج الكتابات الفكرية للحركة الأمازيغية بالمغرب التي يعتبر باحثنا أحد منظريها، وتعتبر إنتاجاته من الكتابات الفكرية والسياسية التي يمكن اعتبارها تأسيسية في هذا الصنف من الكتابات، الساعية إلى تطوير الخطاب الفكري والثقافي الأمازيغي.

ويرى الباحث أحمد بوزيد أن تشغيل العديد من المفاهيم في كتاب “النار والأثر” من قبل الباحث، استنادا إلى محمولاتها في الأنثروبولوجية التأويلية والتحليل النفسي واستعادة إرث جيلبير دوران وغاستونباشلار، مكن رشيد الحاحي من الوقوف على الوظائف الرمزية للتعبيرات المؤولة ووجوهها الدلالية العديدة والتعالقات التي تقيمها مع عناصر محيطها، وامتداداتها في النسيج الثقافي والمجتمعي، أي إنه إنشاء مدفوع برغبة في إزاحة الصمت والجهل المهيل للقداسة وتأكيد على مركزية الجسد والأنطولوجية في الوجود الإنساني.

أما محمد أوزي فقد تناول المشروع النقدي والتنظيري للباحث، وتوقف عند بعض معالم هذا المسار من خلال جل مؤلفاته، إذ وضح أن الحاحي ولج عالم البحث والكتابة النقدية بعد سبره أغوار الفن ومجال التشكيل والصورة ومقوماته الجمالية والرمزية، وبعد تكوينه الفكري، كرس دعوته إلى ضرورة إيقاظ روح الفن والجمال، وإعمال الفكر والنقد الرصين، لأنهما، أي الفن والفكر، الروح والعقل المحددان لفعالية وحيوية الشعوب الحرة.

وحسب الباحث يوسف بناصر فإن النسق الجامع لمشروع رشيد الحاحي يبدو أنه التحفز لنحت رؤية جديدة لمسار الثقافة الأمازيغية، تستمد مرجعيتها من المفاهيم الحداثية المعاصرة، ويتطلع لنقد ما تراكم من كتابات حولها وتفكيك المواقف التي عالجت بعضا من قضاياها، وقد عمل على بلورة هذا الموقف في عدة بحوث أكد فيها على مشروعية المدخل الحداثي لفهم وحلحلة العديد من إشكالات الثقافة الأمازيغية، وزاد: “الأستاذ الحاحي يحاول أن يهدم البنية الأيديولوجية التي أطرت الكثير من مقولات البحث في حقول الثقافة الأمازيغية، سواء كانت هذه أفكارا مسبقة أو مؤسسة لغياب المعرفة العلمية أو لاستناد بعض الباحثين على إرادة الأيديولوجيا بدل إرادة المعرفة أثناء ممارساتهم السؤال والحفر في هذا المجال. إنها محاولة لاستعادة المتن الأمازيغي بكل تشكلاته الرمزية والفلسفية والمادية وتحريره من الوقوع في أسر التصنيفات المغلقة، وفتحه على آفاق إنسانية موسومة بالعقلانية والتنوير والموضوعية”.

ويرى الباحث أحمد الخنبوبي أن ما يميز مسار رشيد الحاحي هو أنه استطاع أن يجمع ما بين الفكر والكتابة والممارسة والتنظيم، فهو ليس من فئة المثقفين الذي يقبعون في أبراجهم العاجية ويحاولون أن يسدوا النصائح للناس دون أن ينطلقوا من أنفسهم، ودون أن يقوموا بأية مبادرة، بالإضافة إلى أنه شخص متعدد الانتاجات والاهتمامات، مردفا: “هذا التعدد هو ما أعطى لكتاباته عمقا ثقافيا ونفسا أنثروبولوجيا، فهو من خلال كتاباته يرصد جزئيات الظواهر التي يتناولها ويعطيها الأهمية التي تستحقها، ما يمكنه من الوصول إلى المسائل العامة والنظريات الشاملة”.

ويروم الناشر من خلال هذا العمل الاحتفاء بالمنجز الثقافي لرشيد الحاحي، من خلال تنظيم هده الندوة الدراسية التي شارك في أشغالها عدة باحثين، ونشر أعمالها، كما يسعى من خلال ذلك إلى تثمين وإبراز جانب من تحققات الخطاب الفكري والترافعي الأمازيغي في المغرب، وتطور مقارباته لقضايا اللغة والثقافة والهوية والتنمية، ومساهمته البارزة في تجديد المفاهيم والمقولات والارتقاء بالنقاش العام وبالفكر وبالبحث العلوم إنساني من أجل الفهم وتصحيح المغالطات وتغيير النظرة إلى الذات والعالم، واستكشاف مقومات الإنسية المغربية وممكنها الثقافي والتنموي الوطني.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس