القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني

القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني
الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:00

زينت مدينة القصر الكبير باسم أحد أبنائها الذين بصموا تاريخ الشعر الحديث في المغرب، الشاعر الراحل محمد الخمار الكنوني، الذي جرى تسمية دار الثقافة في المدينة باسمه، عرفانا بما قدمه للمدينة من إشعاع واعترافا بمكانته المرموقة في مضمار الشعر والثقافة بشكل عام.

وأشرف رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، محمد السيمو، بمعيّة السفير الفلسطيني المعتمد لدى المغرب، على رفع الستار عن لوحة إطلاق اسم الشاعر محمد الخمار الكنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير، بمناسبة مهرجان التسامح والتلاقح الثقافي المنظم بمدينة العرائش، الذي تحتضن بعض فعالياته مدينة القصر الكبير.

ولد الشاعر الراحل محمد الخمار الكنوني يوم 28 أبريل سنة 1941 بمدينة القصر الكبير، واشتغل قيد حياته أستاذا جامعيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، ووافته المنية سنة 1991، وكان من أبرز شعراء القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة، إذ قعّد لها من خلال ديوانه “رماد هسبريس”، الصادر عام 1987.

يقول الباحث محمد العربي العسري في كتابه “مع محمد الخمار الگنوني في آثاره الأخرى”، إن ديوان “رماد هسبريس”، الذي قُدمت دراسات عديدة حوله، كان عملا تأسيسيا كبيرا، وحجَر الأساس في انطلاق وتطور ورسوخ القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة.

لم يكن الشاعر محمد الخمار الكنوني مهووسا بملء رفوف المكتبات بالدواوين كما هي عادة بعض الشعراء، بل اكتفى بديوان واحد، ضمّ بين دفّتيه من القصائد ما رأى أنه يمثل النموذج الفني الذي كان يصبو إليه، كما كتب الباحث محمد العربي العسري.

ويزكّي ذلك قولُ الشاعر الراحل في حوار صحافي جوابا على سؤال حول سبب عدم جمع كل القصائد التي ألفها في دواوين: “لي ما يعادل الديوان من الشعر التقليدي، لكن ما لا يعرفه أو لا يكاد يعرفه أحد من الجيل الجديد هو أنني لم أجمعه لأنني لم أرَ ضرورة لطبعه، لأنني أعتبره مجرد تمرينات كتابية، أفضل أَن تظل كما هي في الجرائد والمجلات التي أنشرها فيها”.

ولئن كان جواب محمد الخمار الگنوني ينضح تواضعا، فإن الباحث محمد العربي العسري لا يشاطره الرأي، فالدارس المتفحص لتلك “التمرينات الكتابية”، يقول المتحدث، تكشف له، على الرغم من التفاوت القائم بينها، عن ميلاد شاعر يمتلك موهبة خلاقة سيكون لها أثرها الكبير في رسم معالم قصيدة مغربية حديثة تضاهي مثيلاتها في المشرق العربي.

وعلى الرغم من أنّ الشاعر الراحل غادر سفينة الحياة وهو بالكاد يبلغ ربيعه الخمسين، فقد تمكن من رسم معالم القصيدة المغربية الحديثة وقعّد لها، كما أنّ القصائد التي ألفها وجدت طريقها إلى مضمار الفن، حيث كتب الشاعر الراحل لابن بلدته الموسيقار عبد السلام عامر أغنيتي “آخر آه”، و “حبيبتي”، اللتين غناهما الموسيقار عبد الوهاب الدكالي.

وجاء إطلاق اسم الشاعر محمد الخمار الگنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير “لأنه يُعدّ هرما من أهرامات الثقافة ليس في مدينة القصر الكبير فحسب، بل في المغرب وفي العالم العربي ككل، وأعطى الشيء الكثير لهذه المدينة ولبلده”، بتعبير عبد الجليل الزيغم، مدير دار الثقافة بالقصر الكبير.

وأضاف الزيغم أن الشاعر الراحل “كان أستاذا جامعيا وأديبا وشاعرا معروفا على الصعيد الوطني والعربي، وهو كنز وموروث ثقافي كبير، ومهما قلنا فلن نوفيه حقه”، مبرزا أن فكرة إطلاق اسم الراحل على دار الثقافة التي اقترحها المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير حظيت بترحيب من طرف جميع فعاليات المدينة.

من جهته، قال محمد السيمو، رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، إن المجلس وضع على عاتقه منذ مدة أن يسمي دار الثقافة باسم الشاعر محمد الخمار الگنوني، “لأنه يستحق أكثر من هذا، ونحن، كغيرنا من المغاربة، نفتخر به، لأنه شاعر عظيم ومثقف كبير وأستاذ جامعي مرموق”.

بدوره، ثمّن عبد المالك العسري، أستاذ متقاعد فاعل جمعوي، مبادرة إطلاق اسم محمد الخمار الگنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير، وإن جاءت متأخرة، لكونه من الوجوه التي نهضت بالقصيدة المغربية وأعطتها نكهتها المغربية الأصيلة.

واعتبر العسري أن هذه المبادرة تحمل دلالات قوية وإشارات دالة إلى أن هذا الفعل هو رد للجميل وتكريس لثقافة الاعتراف للشاعر محمد الخمار الگنوني، عرفانا له بما أسداه من خدمات للثقافة المغربية والعربية عموما.

‫تعليقات الزوار

12
  • ابو سارة. الصنهاجي
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:25

    أسال الله المالك الوهاب ان يسكنه فسيح جناته جوار الصديقين والشهداء.
    لقد كان استاذا وشاعرا متواضعا كثوما قدم لطلابه بكلية. الاداب والعلوم الإنسانية بالرباط خلال تمانينيات القرن الماضي دروسا لازالت عالقة. باذهاننا يتمالك نفسه رحمه الله عندما يطرح السؤال حول رواد تجديد القصيدة العربية عامة والمغربية. خاصه

  • رمضان مصباح
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:38

    رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان؛وما مات من خلف ذرية صالحة ،خلدت ديوان هسبريس.
    آخر لقاء معه كان في يونيه1987 بمركز تكوين المفتشين ؛حيث حضر لمناقشة بحث تربوي.
    ما أن انتبه الطلبة المفتشون الى وجوده في الساحة حتى أحاطوا ،ليس فقط به ؛بل حتى بهدوئه ..رحمه الله

  • Marocains PLUS
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:50

    بادرة حسنة جدا

    هذا الإنسان أعطى الشيء الكثير لمدينة القصر الكبير

    كان أستادا كبيرا دو ثقافة و أخلاق عالية .

    يستحق أكثر من هذا

  • أحمد القادري
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:55

    رحم الله الأستاذ محمد الخمار الكنوني وغفر له،وأسكنه جنته،وهو ارحم الراحمين
    كنت أحد طلبته بكلية الآداب ظهر المهرازجامعة محمد بن عبد بفاس.
    أواخر السبعينات من القرن الماضي.
    له كل التقدير والاعتبار،وسيبقى في ذاكرة الاجيال،لما قدم من فكر وأدب متميزان
    رحم الله الرجل.

  • ahmad
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 13:58

    لقد كان محمد الخمار الكنوني شاعرًا كبيرًا وجامعيّا مرموقا
    ولعل قلة من المغاربة تعرف عن قصائده المغناة
    مثلما قلة قليلة تعرف ان من رماد هيسبريس انبعثت هذه العنقاء:هيسبريس
    فتحية لخلفه الصالح الدي يدعو له،وللصدقة الجارية على مدار الساعة.

  • عبد الرحيم عبد الصبور
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 14:00

    يجب أن يكون الإحتفاء في الحياة أما وقد جاء الأجل ورحل من رحل فلا عزاء في الإحتفاء. لاتنفع الا الأعمال….. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته .

  • حميد
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 14:06

    اولا اريد ان ابارك لساكنة مدينة القصر الكبير بقرب احداث عمالة بالمدينة واقول لساكنة هذه المدينة العريقة الف الف مبروك…ثم ان هذه مبادرة جد طيبة باطلاق اسم الشاعر الكبير سي محمد الكنوني رحمه الله على دار الثقافة بالمدينة والتي دائما كانت موطن لشعراء وادباء وملحنين وغيرهم..انها فعلا مدينة الثقافة والفن بامتياز..

  • Harrof
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 15:03

    لا يسعني إلاّ أن أُثمِّن هذه المبادرة الطيبة،شكراً لكل مَن ساهم فيها و مزيدا من التألق.

  • عبدالعزيز بنعيسى
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 15:59

    رحم الله الأستاذ الشاعر محمد الخمار الكنوني ، كان من الأساتذة الذين تشعر معهم بالجدية في العمل و التمكن من تبليغ روح الأدب إلى الطلبة رغم علامات المرض التي كانت واضحة على سحنته . هذه شهادة واحد من طلبته بفاس . و يستحق كل التكريم و الاعتبار

  • badar tayson
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 20:23

    مدينة القصر الكبير لم تنال ولو قليل من حقها في التنمية مثل باقي مدن الشمال فارجوكم كرموا اعلامها ولو بالكتابة شكرا هسبريس٠

  • saidr
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 20:57

    تحية لأهل القصر الكبير ولساكنتها الطيبين وإن هذا الشبل من ذاك الأسد،إن القصر الكبير المعروفة بطيبة القلب أنجبت هذا المرحوم الشاعر ذو القلب الشاعر الكبير الأبي،فرحمة الله عليه والتقدير لأهل القصر الكبير.

  • مفيد
    الخميس 11 أكتوبر 2018 - 21:28

    مدينة صغيرة تتقدم بفضل عناية و بعد رؤية المسؤولين عليها.. هذا كرنفال عالمي هذا تكريم لشاعر.. هذه دار للثقافة بنايتها نظيفة و ذات جودة عالية.. تحية للمدينة و تحية للشاعر المرحوم و تحية لأبناء المدينة المثقفين.. و لهذا نطلب أن يكون مسؤولو مدننا مثقفين يحبون الفن لا بزناسة يحبون جمع المال.. اللي بغا شي حاجة كيوصل ليها.. ها العلم و الفن و التقدم ها الجهل و الفقر و التخلف..

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس