عبد الكريم برشيد يَقْرِنُ تردي واقع المسرح بعبثية المشهد العربي

عبد الكريم برشيد يَقْرِنُ تردي واقع المسرح بعبثية المشهد العربي
الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 01:00

قال المؤلف والكاتب المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد إن حال المسرح العربي الراهن يعكس التردي والتشرذم الذي يميز المشهد العربي العام، مضيفا: “للأسف، نحن الآن، مسرحيا وثقافيا وفنيا وأدبيا، نشتغل في إطار بركة آسنة فيها تعتيم وفوضى وعبثية كبيرة”.

وأبدى برشيد، في تصريح صحافي على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة الدولي للفن المعاصر والتجريبي، تفاؤلا كبيرا بقدرة الفنان والمبدع العربي على تجاوز هذا الوضع إبداعيا وتعويض انسداد الأفق سياسيا.

واعتبر المبدع المغربي أن تحقيق هذه النهضة من جديد تحتم على الفنان أن لا يلقي بسلاحه وأن يقول الحقيقة في تحمل تام للمسؤولية، مبرزا أن على المسرحي “أن يكون دائما صادقا ومدافعا عن الحقيقة وعن القيم الجميلة، وأن يكون دائما معارضا، ليس للنظام والسلطة، ولكن للقبح والظلم والفساد والتخلف والزيف”.

وعن المسرح المغربي، يرى عبد الكريم برشيد أن ما توفر له لم يتوفر لغيره من التجارب المسرحية في مناطق أخرى بالمنطقة العربية، مبينا أن الاختلاف يكمن في تميز البنية السياسية المغربية عن نظيراتها بالدول العربية.

وأكد برشيد أن المسرح المغربي عُرِف أيضا بصدقه واستقلاليته مستفيدا في ذلك من وجود مثقفين كبار لهم آراؤهم الخاصة التي دافعوا عنها في سياق سياسي كان صعبا، مشيرا إلى أن “قوة المسرح المغربي نابعة من كونه مسرحا حرا قائما على قناعات حرة تحمل فيها المسرحي كامل المسؤولية”.

أما عن علاقته بالمسرح، فقد أكد عبد الكريم برشيد أنه مدين له بالكثير، موضحا بالقول: “شغفي بالمسرح جنبني الانتحار أو الإصابة بالجنون لأنه أعطاني فرصة أن أقول كل ما بداخلي، وتخلصت بالتالي من كل ما كان يحبطني”.

وأضاف المتحدث: “حينما ترى العالم بشكل محبط وتعجز عن تغيير الأمور وتوجيهها الاتجاه الصائب، فقد تنتحر أو تصاب بالجنوب، وأنا كتبت كل ما كان يحبطني وتخلصت منه. المسرح أعطاني فرصة ممارسة التطهير والكشف عن النوايا الحقيقية”.

وعن أعماله الأخيرة والمستقبلية، كشف الأستاذ برشيد أن من بينها مسرحية “سقراط قالوا مات”، التي تتحدث عن “سقراط جديد” في القرن الحادي والعشرين، “جاء بقناعة أن العالم تغير والفكر تغير والحرية اتسعت ولن يجبر على تناول السم كما حدث للفيلسوف سقراط، ولكن يلتف عليه التلاميذ فيلقى مصير سقراط نفسه وكأن شيئا لم يحدث، وكأن الفكر ما زال يغضب، وأن الفكر الحر لا يجد من يتقبله”.

ويحتفي مهرجان القاهرة للفن المعاصر والتجريبي، الذي انطلق في العاشر من شتنبر الجاري ويستمر إلى غاية الحادي والعشرين منه، بالمبدع المغربي، إلى جانب نخبة من رواد المسرح العربي والعالمي.

‫تعليقات الزوار

5
  • الخميسات
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 01:58

    راه كل شيء فشل ماشي غير المسرح. اصحاب تعليم سياقة كل وحد اش كيدير ثمن وصل حت 90000 صنف B هنا في الخميسات العشوائية في كل شي. شارع بن سينا مزال مكامل مقيوم بي 6 دال المليار حت حاجة ما هي هديك المجلس الاقليمي نعس المجلس البلدي نعس عامل الاقليم نعس …..

  • قنيطري
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 04:05

    أحيي رجال ونساء المسرح المغربي الذين كانوا يتنقلون بين كل المدن الكبيرة والصغيرة ،يقدمون عروضهم للعموم وللطلاب والتلاميذ. ويخلقون المتعة والإفادة . أما هذا الشخص، فالملاحظ أنه يتحدث كثيرا عن المسرح، ولا يكف عن قول نقد بدون طعم، مع أن عمله ليس له لا أثر ولا تأثير. أعتقد أنه لا يستطيع جمع 50 شخص في مسرح،ويءدون ثمن تذكرة الدخول.

  • MEKOUAR.BTA
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 09:28

    يا استاذ برشيد . عبثية الواقع العربي يمكن الى حد بعيد ان تكون محفزا على الابداع .نحن على العموم لا نبدع لا في احوال الشدة ولا في احوال الرخاء .زعموا انه في عهد الحسن الثاني لم يكن هناك ابداع حقيقي وجدي ومسؤول لان الرجل كان يحكم بالحديد والنار . اليوم يزعمون اننا – في العهد الجديد – نرفل في بحبوحة من الحرية والانفتاح . فماذا حصل ؟ هل ابدعنا امورا مدهشة وممتعة واحيلك استاذي العزيز – وانت سيد العارفين -على ما تزعجنا به جوقة الفنانين خلال شهر رمضان من كل سنة .

  • الحـــــ عبد الله ــــاج
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 12:35

    التردي والتشرذم الذي يميز المشهد العربي العام، للأسف، نحن الآن، مسرحيا وثقافيا وفنيا وأدبيا، نشتغل في إطار بركة آسنة فيها تعتيم وفوضى وعبثية كبيرة"
    أليست سنوات الستينيات العربية أفضل بكثير من السبعينيات ؟
    أليست السبعينيات أفضل وأحسن من الثمانينات ؟
    أليست الثمانينيات أفصل وأحسن من التسعينيات ؟
    أليست التسعينيات أفضل وأحسن من العشرية لأولى من القرن الحالي أفضل مما نعيشه اليوم ثقافيا وعلميا وتفاؤلا بالمستقبل ؟
    باختصار كلما تقدم العرب في الزمن كلما زادوا تخلفا وتشرذما وتنافرا وفقرا وكلما اقتربوا من الانتحار الذاتي ومن حرب أهلية كبيرة ستتسبب في طردهم من كل البلدان التي يستعمرونها نحو جزيرتهم العربية
    وأتوقع إذا استمروا في محاولتهم فرض دينهم بطريقة ارتدوكسية عتيقة أن تنفجر الأوضاع وتثور عليهم الشعوب التي يستعمرونها وتنشب مئات الحروب الأهلية بين مئات الطوائف والإثنيات التي تتشكل منها الكيانات التي تسمى ب"الدول العربية" وما هي بعربية إطلاقا إلا زورا واستعمارا، وإنما هي شعوب عربية كردية أمازيغية قبطية سومارية وتركمانية وشركسية وأرمينية وأشورية ومن طوائف درزية مسيحية شيعية إسماعية يهودية وسنية !

  • مغربي
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 14:13

    تحية لشاعر..عبدالكريم برشيد ابن مذينة بركان الشامخة برجالتها

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء