بوتفليقة- ساركوزي.. التيار لا يمر

بوتفليقة- ساركوزي.. التيار لا يمر
الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:25

كشفت مصادر ديبلوماسية متابعة للشأن الجزائري- الفرنسي، أن علاقات البلدين تشهد فتورا يوحي الى دخولها ازمة غير معلنة، تحملها جملة من المؤشرات، أدت في المحصلة الى تعطيل الزيارة المبرمجة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى باريس ثلاث مرات متتالية، وحتى الدعوة التي وجهها له ساركوزي قوبلت في الجزائر ببرودة ديبلوماسية لم يعهدها المتابعون للشأن الجزائر- الفرنسي، منذ رحيل الرئيس الأسبق جاك شيراك من قصر الإليزي.


وجاء تراجع الجزائر عن صفقة اقتناء فرقاطات فرنسية بغلاف مالي يقدر بأربعة مليارات أورو، على خلفية أن باريس زودت المغرب بنفس الجيل من الفرقاطات، ليكرس ورقة تضييع الفرص على الفرنسيين، من أموال ضخمة سخرتها الحكومة لتطوير وترقية المؤسسة العسكرية، ويكون توجه خبراء وزارة الدفاع الجزائرية الى ايطاليا للتفاوض من اجل التزود بفرقاطات مماثلة، سقوط حظوظ الصناعة العسكرية الفرنسية للفوز بصفقة مغرية مع الجزائر.


وتضيف تلك المصادر أن الأزمة غير المعلنة تكون الحائل المباشر دون زيارة بوتفليقة الى باريس وتأجيلها ثلاث مرات متتالية، ولا شيء في الأفق الديبلوماسي يشير الى موعد افتراضي لها، ويستبعد المراقبون أن تتم خلال السنة الجارية، بسبب عدد من التراكمات التي لا يمكن تجاوزها في الظرف الراهن، ولذلك فإن هؤلاء يرجحون أن تكون الزيارة المذكورة خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة.


وربما يكون عدد من المسائل التي طفت الى السطح وراء التشنج الذي تمر به علاقات البلدين، بالرغم من القضايا الجانبية التي تبحث بين الحين والآخر، ويرجح المراقبون ذلك، رغم من المساعي المبذولة لبعث الحرارة على خط الجزائر- باريس، حيث يرتقب ان يلتقي وزيرا خارجية البلدين، مدلسي وكوشنير بنيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث المسألة.


ويعتبر الجدل الذي أثير مجددا حول ما يعرف برهبان تيبحيرين، الذين تم اغتيالهم العام 1995 بولاية المدية الى الجنوب من العاصمة بنحو 120 كلم، من طرف الجماعة الاسلامية المسلحة حسب الرواية الرسمية الجزائرية، ومن طرف الجيش الجزائري حسب بعض الدوائر الفرنسية، أحد أهم الأسباب التي عكرت سماء البلدين، خاصة في ظل اصرار دوائر فرنسية على احالة الملف على القضاء الفرنسي، والتأييد الذي ابداه الرئيس نيكولا ساركوزي لاثارة الملف من جديد، الأمر الذي احرج السلطات الجزائرية من النوايا الكامنة وراء احياء ملف يصنف جزائريا في خانة الملفات ” المرتبة ” خاصة وأنه حدث في غير عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.


يأتي ذلك لينضاف الى ملفات عالقة بين البلدين لم يتم حلحلتها، رغم التقارب الذي حققه البلدان قبل مجيئ الرئيس ساركوزي، الذي نسف مشروع اتفاقية الصداقة ولم يتفاعل مع المطلب الجزائري القاضي باعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر ابان فترة الاستعمار، وأبدى رفضه الصريح مما أثار حفيظة الجزائر التي أشهرت أوراقها الاقتصادية، مما أدى الى دحرجة النفوذ الفرنسي أمام الانفتاح على كبريات الاقتصاديات العالمية، ويكون تراجع نشاط التصدير من ميناء مرسيليا الى الجزائر، المعلن عنه في الأسابيع الماضية، أحد المؤشرات على تراجع الحظوظ الفرنسية في الجزائر.


( العرب أونلاين)

‫تعليقات الزوار

6
  • Riad
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:35

    Sarcozy is a racist and a pro-Israel zionist…. better not to help him in any way. Morocco and Tunisia should do the same until France talk to us as equals and not as ex-colonies

  • عبداللطيف_
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:33

    رئيس عجوز حطم حاضر ومستقبل وطنه …رئيس مريض نفسياوفسيلوجيا…

  • عبد الجواد المصري
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:29

    لاتتنكر لفرنسا ،قد شيدت لكم مستشفيات وطرقات ومساكن وغيره ما زالت شامخة إلىالأن زيادة على ذلك هناك جالية جزائرية جد مهمة في فرنسا وأنت تقول نحن نتطور لدينا كل شيء ،كذب لما مرض بوفلقة ،ذهب إلى فرنسا من أجل العلاج ،إذن أنتم دائما تحتاجون إلى فرنسا ،زيادة عى ذلك الجزائر لم توج إلا بعد 1960فرنسا أخذت الجزائر عن الدولة العثمانية لماذا لا ترضوا بالحقبقة ،والسلام

  • الهواري
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:31

    اتمنى ان تقوم فرانسا بواجبها تجاه الشعب المغربي، وتطلب من الجزائر مغادرة الصحراء الشرقية وتسلمها للمغرب الوطن الأم، لأن فرانسا مسؤولة عن الصحراء الشرقية لذا يلزمها ان تصارح الجزائر وتقول لها ان هذه الأرض ليس أرضك بل أرض مغربية ستعود لأهلها؛ اما مشكل إشعاع النووي أو تجارب النووي الذي تدعيه الجزائر قد وقع فوق أراضي مغربية اانداك وليس أرض جزائرية .

  • مولْ الديطايْ
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:27

    كلا الشعبين غبي وفقير ونصفه أمي ومتخلف ،وعاطل عن العمل وغي ذلك من المشاكل كالسكن، والفساد الإداري والرشوة سواء في الجزائر أو في المغرب لماذا هذا الضوضاء ،لما أتى موسى بن نصير وطارق بن زياد لم يأتو إلى الجزائر أوإلى المغرب ،ولم يأتو من أجل الغاز أو الطماطم ،أتوا إلى شمال إفريقيا من أجل نشر الإسلام ،أين أنتم هذا الإسلام،كل واحد منكم يشتم الأخر ،عار عليكم ويفتخر بمسؤوليه ،لو كان المسؤولين العرب في المستوى ما وصلنا إل هذا الحال ،حتى في مؤتمراتهم يتشاتمون ،يلتقون من أجل الشتم ،فأتمنى أن تكون عكس ذلك

  • جمال
    الجمعة 18 شتنبر 2009 - 00:37

    الخلاف الفرنسي الجزائري أكبر من أن يختزل في كلمات أو أن يحل في مجرد لقاءات. هو خلاف جوهري في الشكل و المضمون و لكنه يتمحور بشتى أوجهه حول قضية الصحراء المغربية و موقف فرنسا الثابت من القضية.
    لقد حاولت الجزائر مند هواري بومدين الى عبد العزيز بوتفليقة مغازلة فرنسا و اغرائها بشتى الوسائل و كذا الضغط عليها من خلال ما يسمى ماضي فرنسا في الجزائر, لكي تغير من موقفها الداعم للمشروعية.
    لقد عبرت فرنسا مرارا وتكرارا عن امتعاضها و عدم رضاها عن السياسة الجزائرية في المنطقة المغاربية خاصة و كذا في علاقتها العدوانية مع المغرب, و سبق لها أن اشارت في عدة مناسبات الى أن هذه السياسة لا يمكنها أن تستمر لأنها لا تهدد الأمن و الأستقرار في المنطقة و حدها و لكنها تهدد مصالح الغرب و على راسه فرنسا و أمريكا, و هذا أمر لا يمكن السكوت عليه طويلا.
    لن يختلف اثنان على أن الجزائر هي وحدها المسؤولة عن تعطيل قيام المغرب العربي الكبير, و هي بذلك أيضا ستكون المسؤولة عن تعطيل قيام الأتحاد المتوسطي, غير أن الوقوف في وجه قيام هده المؤسسة التي هندستها فرنسا يعتبر جريمة لابد للجزائر أن تدفع ثمنها غاليا في نظر الغرب.
    الضغوطات الجزائرية على الغرب لم تعد ذات قيمة بالنسبة للأوربيين بعد انفتاح ليبيا على المعسكر الغربي و قيامها بوضع كل احياطاتها من البترول ملك يمينه من جهة, و لعمر الأحتياط البترولي الجزائري الذي لم يتبقى منه أكثر من 15 سنة.
    لو عدنا لجوهر الخلاف الفرنسي الجزائري, و للموقف الفرنسي الداعم للملكة المغربية لفهمنا جيدا أن فرنسا التي أخطأت لما اقتطعت أجزاء مهمة من الأراضي المغربية و قامت بضمها لتراب الجمهورية الفرنسية في الجزائر حينها, ليست على استعداد للقيام بخطأ آخر نحو الشعب المغربي .
    لابد اذن لكل متتبع أن يلحظ جليا مستوى التوتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية و الذي ينعكس على مستويات, متعددة سواء منها تشديد الخناق على الشركات الفرنسية في الجزائر , و التراجع عن شراء السلاح الفرنسي و بعث قضية الرهبان الفرنسيين المقتولين في الجزائر من جديد, و الحرب الأعلامية القائمة بين البلدين.
    الدافع الرئيسي لهذا التوتر هو المشروع الفرنسي الذي سيعرض على مجلس الأمن قريبا و الذي تدعمه الولايات المتحدة و بريطانيا و ألمانيا و مجموعة كبيرة من الدول و الذي سيأخد صبغة الزامية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية كما أنه يعتبر مفاجئة لأعداء المغرب في المنطقة و خارجها.
    لقد سبق لي أن أشرت في عدة مناسبات الى هذا القرار الأممي الذي سيرى النور قريبا و الذي سيجعل حدا للمهزلة الجزائرية حول القضية الصحراوية الى الأبد.
    هذا القرار الذي يقضي بنقل اللاجئين الصحراويين من تندوف بالجزائر الى دولة أخرى بعد أن يتم احصاءهم من طرف بعثة أممية بكل دقة بحيث لن يأخد في الحسبان غير الصحراويين المنحدرين من الصحراء الغربية( العيون و واد الذهب) و الذين يقدر الأمم المتحدة عددهم بما يقارب 60 ألف بدل 160 و 200 ألف الرقم الذي تدعيه الجزائر.
    يشير القرار الجديد أيضا ,حسب المراقبين ,الى تخيير اللاجئين الذين سيتم احصاءهم بين العودة المباشرة الى المغرب أو اختيار البقاء للعيش في الجزائر أو العيش في دولة أخرى.
    لقد احصت الهيئة الأممية للاجئين أن 42 الف من الاجئين قد عبروا بطريقة غير مباشرة عن عودتهم للمغرب و ذلك عن طرق تسجيل أسمائهم ضمن لوائح تبادل الزيارات و الذي سيفتح له خط بري من تندوف حتى العيون.
    لقد نشرت جريدة الصباح المغربية في العدد 2936 يوم الخميس 17 شتنبر 2009 خبرا مفاده أن المغرب يطلب رسميا من الأمم المتحدة نقل اللاجئين الى دولة ثالثة بعد احصاءهم حسب مصادر دبلوماسية موثوقة.
    العديد من المتتبعين لمجريات الأحداث توقعوا صدور هذا الطلب من المغرب مباشرة بعد زيارة المبعوث الممي لشؤون اللاجئين للمنطقة, و ذلك بايعاز من فرنسا و أمريكا ضمن الترتيبات الأخيرة لعرض المشروع على مجلس الأمن الدولي.
    هذا هو سبب الخلاف الكبير و التوتر الشديد بين فرنسا و الجزائر خاصة و أن الجزائر قد اصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تنسف كل مشاريعها الشيطانية في المنطقة و التي صرفت عليها ما يزيد على 300 مليار دولار من رزق الشعب الجزائري .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة