فتح الله كولن .. سيرة حياة

فتح الله كولن .. سيرة حياة
الأحد 31 يوليوز 2016 - 05:24

في عام 1941 وفي منطقة إرزرم ولد فتح الله كولن لأسرة متواضعة. التحق بمدرسة عمومية ودرس فيها لمدة ثلاث سنوات غير أنه لم يكمل فيها دراسته النظامية بسبب انتقال الأسرة إلى إلى قرية صغيرة افتقدت للمدارس. تابع كولن دراساته بشكل غير نظامي ليحصل على دبلوم أولي بطريقة عصامية. في تلك المرحلة المبكرة من عمره تركزت دراسته على العلوم الإسلامية التقليدية قرآنا وحديثا وسيرة وتصوفا وعربية متأثرا بشيخه محمد لطفي أفندي. خلال الخمسينيات أكمل دراسته وكللها بإجازة غير نظامية من المشايخ الذين درس على أيديهم. وبموازاة ذلك تابع دراساته الثانوية في المواد العصرية ليكملها بنجاح وبطريقة عصامية. في تلك المرحلة تعرف إلى رسائل النور للشيخ النورسي فتأثر بها بشكل كبير وإن لم يسعفه الحظ في ملاقاة كاتبها. وكان لعلمه واجتهاده الأثر الواضح في حصوله على شهادة مدرس ديني أو مرشد رسمي من الدولة أواخر الخمسينيات ليتفرغ للتدريس والدعوة في منطقة أدرنة على الجانب الأوروبي من تركيا. في تلك المرحلة المبكرة من عمره لم يركز الرجل على العلوم الدينية بل وسع آفاقه لدراسة كلاسيكيات الفكر الغربي في الفلسفة وعلم الاجتماع.

ولكن ميوله الديني جعله عاشقا لرواد الفكر الإسلامي القديم أمثال أبي حنيفة النعمان في الفقه والغزالي في الفلسفة والتصوف وجلال الدين الرومي في الجماليات والروحيات هذا بالإضافة إلى المكانة الكبيرة التي وضع فيها رسائل النور للنورسي من المعاصرين. خلال عمله الدعوي والتعليمي حافظ الرجل على زهده في الدنيا وكان شغله الشاغل منصبا على جانبين: إبعاد الشباب عن التطرف الديني وإنقاذهم من براثن النزعات الفلسفية المادية والإلحادية. ومنذ تلك المرحلة ترسخت قناعته بالعمل السلمي المتدرج ولهذا كان لابد من رسم علاقة ثقة مع الدولة وكافة التوجهات السياسية. وكان يصرف جزأ من مرتبه لشراء الكتب وتوزيعها على الشباب. في عام 1961 نقل إلى أنقرة ثم إلى إسكندرون لأداء الخدمة العسكرية حيث أنيط به تدريس الجيش الأخلاق والدين. ونظرا لمكانته الروحية فقد أمده رؤساؤه في الجيش بكتب عن الفكر الغربي. عام 1963 عاد إلى مسقط رأسه في إرزرم حيث درس الرومي وأنشأ جمعية شبابية لمواجهة المد الشيوعي.

في 1964 عين للتدريس في أدرنة حيث كانت محاضراته الدينية سببا في قلق الأوساط العلمانية من تأثيره ليتم نقله من قبل بعض أصدقائه النافذين إلى إزمير لإدارة مسجد هناك عام 1966 وكان يرفض أي راتب مقابل عمله ذلك. ومنذ ذلك الوقت تفتقت قدراته القيادية والدعوية ليبدأ رحلاته بين المداشر والقرى والمقاهي والمخيمات الصيفية داعيا ومعلما. ولذلك يمكن القول إن عمله التنظيمي بدأ فعليا عام 1969. في ذلك الوقت كانت محاضراته تشمل قضايا الأخلاق والسلم الاجتماعي والفلسفة الطبيعية بهدف واحد رئيس هو إقناع الشباب بأهمية المزج بين الروحي والمدني وبين الدين والفلسفة التنويرية نظريا وخدمة المجتمع تطوعا عمليا وتطبيقيا. وكان لتواضعه ورفضه لمسميات القائد أو الشيخ وكذا لتركيزه على القيم الإنسانية العالمية أثر في انجذاب نخبة مثقفة إلى أفكاره والتي أصبحت منتشرة بفضل تلاميذه ومحبيه في كل التراب التركي. تم القبض عليه بعد انقلاب 1970 ليقضي في السجن ستة أشهر دون توجيه تهمة إليه وتوبع أعضاء جماعته ومناصروه وبعد إطلاق سراحه اشترطت عليه السلطة التوقف عن إعطاء أي محاضرة.

وبين 1972 و1975 خفت الوطأة عليه ليتابع مهمته الأزلية في الدعوة والمحاضرة مستغلا منصبه الرسمي كواعظ معتمد. ونظرا لسيطرة اليسار المتطرف واليمين العلماني على المرافق الشبابية فقد انزعج الأتراك البسطاء من مستقبل أبنائهم الروحي فلم يجدوا سوى بعض المرافق السكنية التي هيأها اتباع كولن ملجأ لأبنائهم وهم يتابعون دراستهم بعيدا عن محضن أسرهم. وكان تموين هذه المساكن يأتي من أعضاء الجماعة وكذا من السكان. بدأ المجتمع التركي يعي أهمية خطاب كولن على الأقل في جانبه النفعي أي أن الأتراك البسطاء صار لديهم أمل واضح في متابعة أولادهم لدراساتهم الجامعية باهظة الثمن من خلال الدعم الذي يوفره أتباع كولن. هكذا طلب منه تقديم محاضرات على الصعيد الوطني. في إزمير دشن كولن لخطاب السلم في مواجهة العنف الماركسي المنتشر في السبعينيات وكان خطابه بسيطا للعامة: لا تستسلموا لشروط الإرهابيين ولا تواجهوهم بعنف بل بلغوا عنهم للسلطات المختصة كما دعم الحوار ورحب باليسار في مسجده للمناقشة كل يوم أحد. في عام 1977 بدأ كولن أسفاره نحو الجاليات التركية في أوروبا وكان خطابه لهم متركزا حول ثلاث نقاط لاقت إعجاب الجميع: 1- الحفاظ على الهوية الإسلامية وعدم التفريط في الدين. 2- احترام قوانين الدولة المضيفة والانصهار الإيجابي مع المجتمع غير المسلم. 3- التطوع وخدمة المجتمع. في سن السادسة والثلاثين صار كولن من أشهر الدعاة في تركيا بل ودعي ليحاضر أمام الحكومة التركية في المسجد الأزرق عام 1977. ومن غريب أفكار كولن وعيه بأهمية الأفكار وقوتها الناعمة فدعا إلى إنشاء الصحف والكتابة فبدأت جماعته تصدر مجلة شهرية لتكتسح المبيعات في تركيا.

وفي عام 1981 قرر التوقف عن العمل العلني بسبب سحب الترخيص منه فيما اتجهت جماعته إلى العمل التربوي السلمي غير مهتمة بالتحولات السياسية الكبرى التي هزت تركيا ومنها انقلاب 1981. ليبدأ مسلسل تأسيس المدارس من إزمير عام 1982 حيث أسست أول مدرسة ثانوية من قبل عناصر الخدمة أو الجماعة. وفي عام 1989 قررت الدولة منحه الترخيص من جديد وبشروط مشجعة وهي الحق في الوعظ في أكبر مساجد تركيا دون التقيد بمكان محدد. وفي إسطنبول كانت محاضراته تتابع من قبل الآلاف مما حدا بجماعات إسلامية متطرفة وأخرى يسارية إلى محاولة اغتياله إلا أن الشرطة كشفتهم وحالت دون ذلك. وفي عام 1992 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عقد لقاءات مع المثقفين الأتراك وزعماء الديانات المختلفة ليمتنع بعد ذلك عن الوعظ العام حفاظا على السلم الاجتماعي لتركيا. وفي عام 1994 توجه كولن إلى تشجيع حوار الأديان والأفكار ليجمع حول منتدياته مثقفين من كل الملل والنحل. وفي عام 2000 وجه له النظام العسكري تهمة التآمر على الدولة من خلال فبركة فيديوهات لكولن إلا انها كانت اتهامات واهية ولكنها لم تسقط إلا عام 2008.

كولن والغرب:

وصلت المدارس التابعة لجماعة كولن في أمريكا ما يزيد على 104 مدرسة1 بالإضافة إلى العلاقات التي أنشأها الرجل مع كثير المثقفين والمجامع الدينية وصناع القرار الأمريكيين2. غير أن أصابع الاتهام بدأت تتجه نحو الجماعة بالنظر إلى أهدافها غير المعلنة والتي لخصها منظروا مركز السياسة الأمنية الأمريكي في مسائل ثلاث: قلب نظام الحكم العلماني في تركيا ودعم التطبيق المتدرج للشريعة الإسلامية ودعم ما يسمى بالجهاد الحضاري3 مما يجعل محاربتها إلى جانب حزب العدالة والتنمية واجبا وطنيا لأنهما وجهان آخران لحركة الإخوان المسلمين وإيديولوجيتها الإسلامية العنصرية4

في عام 2008 حصل كولن على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة واستقر في جبل البوكونو في بنسلفانيا على شكل منفى اختياري. يرى أحد الباحثين الأمريكيين أن شبكة حركة “خدمة” تقدر قيمتها السوقية بما يصل إلى 50 مليار دولار5. وعلى الرغم من تركيز مدارس كولن على العلوم والتكنولوجيا فإن الأهداف الثاوية وراء مشروعه “الجهادي” لا بد أن تقلق صانع القرار الأمريكي.

وبالفعل فإن تسريبات ويكيليكس أظهرت رؤية المخابرات الأمريكية لجماعة كولن6 والتي أطلقت عليها في تقرير مسرب : السلطة الثالثة وقسمتها إلى 3 أقسام:

المتعاطفون: من الذين يحضرون اللقاءات والمناقشات الأسبوعية والذين يستفيدون من خدمات الجماعة وأغلبهم من الطلبة ويطلق عليهم التقرير: الدائرة الخارجية

الأعضاء وأغلبتهم من الطبقات المتوسطة من رجال الأعمال والمتطوعين بالمال لدعم الجماعة ويقدمون المساعدات للدائرة الخارجية والرواتب لنواتها.

العاملون وهم نواة الجماعة الصلبة وتشمل الأساتذة ورجال الأعمال والصحافيين والمنظرين في مراكز صناعة الأفكار think tanks وأغلبهم من تلاميذ كولن المباشرين.

وتبدو أنشطة الجماعة في شكل دائري محكم مثلا رجال الأعمال يستثمرون في الفنادق والأبناك والمتعاطفون بقضون لياليهم في تلك الفنادق ويودعون أموالهم في تلك الأبناك ويستفيدون من المدارس التي يؤسسها رجال الأعمال ويجدون وظائف في مؤسساتهم أما الصحف فتعتاش على الدعم الإشهاري لرجال الأعمال وتقوم بالدفاع والترويج للجماعة فكريا ولرجال الأعمال اقتصاديا7.

ويري Holton و Lopez أن تغلغل كولن في الشرطة والقضاء والتعليم له هدف واحد هو إسقاط المشروع الإصلاحي العلماني الذي بدأه اتاتورك في مطلع القرن العشرين على أمل إعادة إحياء أمجاد الخلافة العثمانية ولهذا تمت محاكمته غيابيا عام 2000 على أساس عمله ضد نظام الدولة العلماني. ولو ألقينا النظر على الاتهامات التي وجهها له أحد أساطين الأتاتوركية المتطرفة وهو المدعي العام نورمت يوكسل ألفينا أنها تقريبا نفس الاتهامات التي يوجهها له الآن أوردوغان (باستثناء التهمة الغريبة وهي الإرهاب) ويمكن تلخيص تهم يوكسل في ما يلي8:

الظهور بمظهر الإسلام المعتدل

استغلال المدارس التي أسسها في تركيا والخارج لأهداف معادية لقيم الجمهورية

خلق زعامة روحية في الداخل والخارج

استغلال مؤسسات الدولة للنفاذ إلى مفاصلها

مصادر التمويل الغامضة

والغريب أن هذه الاتهامات تم إسقاطها كلها عام 2008 وبمساعدة من حزب العدالة والتنمية الحاكم آنذاك. وهذا ما يعني أن كولن وأوردوغان إلى حدود 2013 وهو عام الطلاق كانا يسيران في خط فكري واحد مؤداه في نظر الدولة وأوساطها العلمانية إسقاط العلمانية وتحكيم الشريعة. ويستنتج الباحثان لوبيز وهولتون أن سوء التفاهم بين الرجلين لا يمس التوجهات الفكرية العامة بل هو صراع شخصي على السلطة. فالتحقيقات في الفساد والتي قامت بها أوساط أمنية وقضائية بدا أنها تابعة لكولن ضد المحيط المقرب من أوردوغان فرضت على الأخير الرد وإعادة إحياء الاتهام القديم لكولن بتكوين دولة موازية مما يعني أن المصداقية الأخلاقية للاتهام هي محل شك كبير لأن الرجلين كانا يعملان منذ 2010 بالضبط لتغيير الولاءات القديمة للجيش من الولاء للعلمانية المتطرفة إلى الولاء للاتجاه الوطني العثماني/الإسلامي الجديد. وفي عام 2014 سيزيد أوردوغان من توابل الاتهامات لكولن ليعلن جماعته جماعة إرهابية على صعيد واحد مع داعش وحزب العمال الكردستاني !!!. وهو ما حدا بحكومة أوردوغان إلى أن ترفع طلبا رسميا إلى دوائر القرار الأمريكي لتسليم كولن مع مذكرة بحث عن الرجل لدى الشرطة الدولية: الإنتربول. وبالنظر إلى اتفاقية تسليم المطلوبين بين أمريكا وتركيا فإن أمريكا ملزمة بالتسليم ولكنها اشترطت أن يكون ملف الاتهام مقنعا لتسليمه مما دفع الحكومة التركية لتكليف شركة قانونية دولية وهي أمستردام وشركاؤه لتكوين وحياكة ملف التسليم.

غير أن تركيا اصطدمت بالصورة الإيجابية التي كونها كولن عن جماعته. فهيلاري كلنتون كانت ضيفته على عشاء صداقة عام 2007 كما حاضرت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت في مركز كولن بهيوستن. كما اعتبر كراهام فوللر وهو موظف سابق لدى المخابرات الأمريكية وكاتب مفوه عن الإسلام جماعة كولن من أهم الجماعات الإسلامية في العصر الحاضر فيما أبدى موظفون أمريكيون سامون تخوفهم من الطابع السري للجماعة ورغبتها الخفية لمحاربة العلمانية ولتطبيق الشريعة9 وهو ما حدا بالمخابرات الأمريكية لتكثيف جهودها الاستعلامية منذ 2003 بغية احتواء الجماعة وكشف ألغازها. وتوج هذا العمل بأول منع لكولن من السفر خارج الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005. وتشير بعض المراسلات الرسمية عام 2009 من السفارة الأمريكية بأنقرة إلى أن المؤسسة العسكرية منشغلة وقلقة من نفوذ كولن داخل تركيا ورغبته الدفينة في القضاء على هيبة المؤسسة العسكرية وعقيدتها العلمانية وفي تأسيس الجمهورية الإسلامية التركية.

نشرت الصحيفة الألمانية الشهيرة دير شبيغل مقالين مهمين نشرا عامي 2012 و2014 عن كولن والصورة التي كونها عنه منشقون عن جماعته. فهو مسكون بهاجس السلطة والنفوذ من أجل نشر الإسلام في أوروبا. وجماعته جماعة محافظة والحوار منعدم داخلها. كما حددت الصحيفة مبلغ 10% من راتب المتعاطفين يذهب إلى الجماعة وكذا 70% من رواتب المتطوعين بالاختيار مع انها جماعة خفية ولا تملك حسابا مصرفيا معلوما.

كولن والسياق السياسي والتاريخي بتركيا:

مع سقوط الخلافة العثمانية على يد كمال أتاتورك عام 1923 بدأ العمل على إعادة صياغة الشخصية التركية في اتجاه الحداثة الغربية. لم يكن مشروع أتاتورك خاصا بتغيير النظام السياسي فحسب بل اتجه تلقاء البنى العميقة للمجتمع التركي. ونظرا للخيبات المتتالية لنظام الخلافة وضياع الإمبراطورية على يد القوى الاستعمارية الأوروبية فإن الأتاتوركية لم تجد ممانعة كبيرة لمشروعها العلماني10 والمتخفي في ثياب التحديث وخصوصا من نخبة المدينة مع تلكؤ طبيعي في الاستجابة للأفكار الجديدة من النخب التقليدية في البوادي والتي بدا وكأنها رحبت بأتاتورك بسبب وطنيته وانتصاراته العسكرية الحاسمة وإن لم تعجب كثيرا بموقفه من الدين ورغبته في الانسلاخ من القيم التقليدية الراسخة. ولهذا بقي الكثير من الأتراك أوفياء لدينهم وإن بشكل فردي بل حتى بعض النخب لم تكن تستسيغ أن يطلق عليها مسمى الإلحاد والعداء للدين11 وهو ما سمح بتنامي شرخ استمر في التوسع بين تصورين: واحد يتجه غربا والآخر منجذب لحنين الهوية العثمانية والذي لم يكن منجذبا لعقيدة ما في الإحياء الديني أكثر من انشداده للعظمة المفقودة في نموذج الخلافة. ولهذا السبب بقي الدين مكونا رئيسا من مكونات المجتمع التركي12 ومنه الخطاب السياسي. يمكن القول إن نجاح الفكرة الإسلامية في تركيا كان مدينا في جانب معين للتطرف العلماني الذي مثلته سياسات عمومية ساذجة حيث قام المدافعون عن الجمهورية بجملة إصلاحات متطرفة لم تستطع بصفتها تلك النفاذ إلى عمق المجتمع التركي.

فقد تمت إزاحة مؤسسة العلماء وألغي الحرف العربي (في الشعور التركي هو حرف عثماني) وأزيلت المادة الدستورية التي تصف التركي بأنه مسلم بالضرورة عام 1924. لقد كان مشروع أتاتورك مشروع علمانية شاملة متطرفة لأنه لم يقف عند حدود علمنة النظام بل اتجه إلى فصل مؤلم بين المجتمع التركي ودينه وهويته. والنتيجة كانت هوية منقسمة لدولة فتية شكلا مع مخيال جماعي ضارب في التاريخ فكان أن تعايش لمدة 80 سنة تقريبا اتجاهان : تقليدي منغلق على ذاته ورافض لقيم الجمهورية واتجاه حداثي علماني رافض للدين ومتمسك بالتغريب. لم يكن هذا الانقسام المعبر الحقيقي عن شجون الطبقة الوسطى والتي وقفت موقفا وسطا بين الدين والحداثة ولأنها لم تنشغل بالسياسة والحكم فقد توجهت نحو الاقتصاد واستفادت من فرص الحرية الاقتصادية لتخلق بذلك بورجوازية حديثة لم تر في الدين أي عائق نحو الحداثة كما لم تر في ما تقدمه العلمانية من حرية أي خطر على الدين مما جعل الوعي الديني التركي الحديث متميزا عن نظيره العربي فالأول ابن للسوق وللعلمانية أما الثاني فكان وليد صراع على الهوية في بداياته فتحول إلى إيديولوجيا في امتداداته القومية والإسلامية ولم يخلق برجوازية قادرة على الاستلهام السريع والبسيط لإمكانات الرأسمالية على المستوى القيمي (قيم الرأسمالية الإيجابية مثل: المبادرة والعمل الجاد والفعالية).

وبمعنى آخر فإن النخبة الإسلامية في تركيا هي بمثابة بروتستانتية ناجحة بعبارة ماكس ويبر في حين بقيت النخبة الإسلامية في العالم العربي كاثوليكية مبدأ ومنتهى. وفي الوقت الذي هيمنت فيه الدولة على الاقتصاد والتعليم لم نر للنخبة الإسلامية أي تأثير يذكر إلا أنه ومع اتجاه تركيا نحو الانفتاح الاقتصادي وسياسة الخوصصة التي اعتمدها نظام توركت أوزال في الثمانينيات فقد صار بإمكان البورجوازية الإسلامية امتلاك شركات صغرى ومؤسسات تعليمية ذات أهداف استثمارية. على الصعيد السياسي أثمر هذا الانفتاح عن تأسيس حزب الرفاه بزعامة أربكان والذي أدت توجهاته المناهضة للعلمانية إلى إسقاطه بانقلاب أبيض عام 1997. ومن الأحداث المتوالية تعلم الإسلاميون أهمية العلمانية في تحقيق السلم الاجتماعي والحرية اللازمة للوصول إلى السلطة ومن هنا رفض الزعيم الجديد أوردوغان نعت “الإسلامي” ليحل محله توجه سياسي محافظ ولكنه مؤمن بالعلمانية. في هذا الخضم رأى فتح الله كولن أن روح الإسلام ليست في السياسة بل في التربية والعلم والاقتصاد وأن إنشاء نظام سياسي إسلامي مشروع قد يتعارض مع إنجاح المشروع المجتمعي والحضاري للإسلام؛ فكان لا بد من حركة مناهضة للسياسة ولكنها حاملة لمشعل التغيير الحضاري والذي يتجاوز تركيا إلى العالم بأسره. ومن هنا نفهم تخوف كولن من أي تراجع في الحريات يمكن أن يؤدي إليه الصدام بين العسكر والإسلام السياسي.

كولن والعلمانية العثمانية:

صحيح أن الدولة العثمانية كانت دولة خلافة ولكنها في الواقع ليست كما تخيلها الإسلاميون العرب لأنها لم تكن دولة دينية بالمعنى البابوي؛ فشيخ الإسلام كان معينا من قبل الخليفة وله اختصاصات محدودة متعلقة بالفتوى والقضاء الشرعي ثم ما لبث منصب المشيخة في الدولة العثمانية أن أصبح تحت رعاية الصدر الأعظم أو الوزير الأول والذي قلص اختصاصاته في مجال الفتوى لا غير13. ما فهمه كولن من تطبيق الشريعة هو العودة إلى الرسالة القرآنية الأصلية والتجربة المحمدية الأولى في بعدهما الإنساني والعالمي وليس الجمود على التأويلات الفقهية التي أعطيت ظلما مسمى الشريعة. فتطبيق الشريعة ليس تطبيقا لأحكام تاريخية جاهزة توصل إليها الفقهاء في زمانهم وظروفهم الخاصة بل هو محاولة جديدة لإعادة إنتاج النموذج المحمدي في الحكم والمرتكز على أسس حقوق الإنسان والمساواة بين الناس وتحقيق العدالة وهي عين ما تدعو إليه العلمانية المعتدلة. ولهذا فاتهام كولن بأنه مسلم علماني اتهام متلاعب باللفظ لأن العلمانية المواجهة للدين هي بالضرورة مشروع مناقض لمشروعه أما العلمانية الوسطية أو الجزئية بتعبير المسيري فهي روح الحداثة الحقيقية والإسلام لا يناقض الحداثة في إلزاماتها القيمية وتطبيقاتها الاجتماعية والسياسية14. ولأن الأحكام السلطانية أو قل أحكام الدولة نادرة في القرآن حيث تركت للاجتهاد البشري فإن أي محاولة لتطبيق الشريعة بالمفهوم التاريخي لها ما هي إلا محاولة مقنعة للرجوع إلى الآداب السلطانية والتطبيقات الفقهية القديمة والتي مضى زمانها وولى أما التطبيق الفردي لقيم الإسلام وإشعاعه الاجتماعي والرغبة في تحقيق العدالة والمساواة فهي قيم أزلية خالدة. ولهذا يرى كولن أن الحياة بالإسلام أولى من الحكم به ليس لأننا ضد أحكام الدين بل لأن أحكام الدين هي في جوهرها أحكام متعلقة بالفرد ولا توجد احكام إسلامية واضحة تتعلق بالدولة؛ أي أن العلمانية والحداثة في توافقهما مع الدين لن يكونا سوى تطبيق جوهري لقيم الدين ذاته.

خلاصة: لنفهم ما حدث:

لنبدأ من حيث بدأ الحدث: محاولة انقلاب عسكري قام به جزء مهم من المؤسسة العسكرية؛ فهل لكولن يد فيما حدث؟؟ الرجل ينفي ضلوعه في العملية وكمبدأ عالمي وإسلامي في آن واحد فإن كولن لحد الساعة بريء حتى تثبت إدانته ولا مجال لاستحلال دم الناس وحريتهم وكرامتهم بناء على مجرد اتهامات تجد مبرراتها في صراع حام على السلطة.

وبالعودة إلى مباديء كولن وشخصيته فإن الرجل قد كون عبر مراحل تاريخه الدعوي نموذجا لداعية السلم والحوار ورفض العنف ويبدو من الصعب لرجل تقدم في السن وبرصيد روحي لا نقاش فيه أن يكون في هذه المرحلة طموحا ما للسلطة وإصرارا على القتل. من زاوية علم النفس ربما يستحيل هذا ومن زاوية سياسية واقعية لا يستبعد انجرار أتباعه في المؤسسة العسكرية إلى عمل تخريبي مثل الانقلاب أخذا بعين الاعتبار أن أتباعه في الدائرة الخارجية ليسوا أتباعا تنظيميين بل هم مجرد متعاطفين مع الرجل.

غير أن تقارير المخابرات الأمريكية التي أشرنا إلى بعضها يشير إلى أن السناريو الأقرب إلى الاحتمال هو أن الأتاتوركيين المتطرفين داخل المؤسسة العسكرية هم من قاموا بهذا الفعل لأنهم على الأقل ينظرون إلى كولن وأوردوغان بوصفهما خطرا على العلمانية بمعناها الأتاتوركي ولهذا فخلق صدام بين الرجلين والانقلاب على الثاني سيخدم بلا شك الأطروحة التحديثية وسينقذ عقيدة الجيش العلمانية.

غير أن السقوط الأخلاقي بات واضحا في طبيعة التجاوب الإسلامي مع الانقلاب؛ فمن جهة هناك من رحب بالانقلاب فقط لأنه معارض لأوردوغان وهذا الاتجاه على قلته لا يحتاج إلى الرد لأن ما تسبب فيه الانقلاب من إزهاق للأرواح البريئة وما يمكن أن يؤدي إليه من نكوص عن الديموقراطية المكتسبة كاف لإدانته ومواجهته بصرامة مبدئية تتجاوز التحليلات السياسية والموازنات الظرفية. ومن جهة أخرى هناك أغلبية الإسلاميين الذين صدقوا الرواية الأوردوغانية الرسمية فسقطوا أخلاقيا في دائرة الإدانة المبكرة دون وجود الأدلة الدامغة التي مجالها القضاء وليس التحليل السياسي الذي يشرعن لإدانة البريء قبل ثبوت الإدانة عليه. لقد نسي هؤلاء أبسط مباديء الشريعة التي ينادون بتطبيقها أو على الأقل استلهامها في مشروعهم الدعوي ألا وهي القاعدة الفقهية الكبرى : الأصل في الذمة البراءة.

كما سقطوا في امتحان أخلاقي مهم حيث رموا بالقرآن وراء ظهورهم وامتثلوا لغرائز التحزب المقيتة فساندوا أوردوغان ضد غريمه في الوقت الذي يطالبهم القرآن بإصلاح ذات البين أولا : “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي … ” لقد كان من الواجب القرآني أن تقوم الحركات الإسلامية بواجب المصالحة وليس بمهمة التحيز وإشعال فتيل الفتنة بين نموذجين إسلاميين ناجحين مقارنة بغيرهما في كل العالم الإسلامي.

وفي الوقت الذي ملأوا العالم بالصراخ بسبب جرائم الانقلاب (وهي فعلا جرائم) فقد خرسوا وهم يرون إمعان أوردوغان في التنكيل بجماعة كولن ومحاولة تجفيف منابعها مما سيوقع ظلما كبيرا على كثير من الناس ممن لا ذنب سوى أنهم كانوا يوما ما من أتباع رجل كان أوردوغان نفسه من حلفائه مما يعني أن الحركة الإسلامية في عمومها ليست لها مواقف مبدئية واضحة من الحرية واحترام حقوق الإنسان وهو ما يبرر قلقنا وتخوفنا من مستقبل تحكم فيه هذه الحركات على زمام السلطة الحقيقية أقصد التحكم في وسائل وأدوات عنف الدولة كالجيش والشرطة.

1 Christopher. H., & Clare. L. (2015). The Gulen Movement: Turkey’s Supremacist Cult and Its contribution to Civilization Jihad (Vol. 8, Civilization Jihad Reader Series). Washington, USA: The Centre for Security Policy.

2 ibid

3 ibid

4 ibid

5 ibid

6 التسريبات خرجت عام 2012 وغطت المرحلة ما بين 2004 و2011

7 The Culen Movement. Op.cit

8 Gözaydın, İştar B.(2009) ‘The Fethullah Gülen movement and politics in Turkey: a chance for democratization or a Trojan horse?’, Democratization, 16: 6, 1214 — 1236 at. p. 1220

9

10 من التبسيط المخل القول بأن فصل الدين عن الدولة أمر حديث في العالم الإسلامي. ثمة باحثون يرجعون بدايات هذه النزعة إلى العصر الأموي والعباسي لتتضح أكثر في العصر المملوكي والعثماني من خلال الإصلاحات الإدارية لدولة الخلافة. ولكن العلمانية بمعناها المعادي للدين يمكن فعلا عزوها لأتاتورك.

11 Gözaydın, İştar B.(2009) ‘The Fethullah Gülen movement and politics in Turkey: a chance for democratization or a Trojan horse?’, Democratization, 16: 6, 1214 — 1236 at. p. 1214

12 Mardin, ‘Turkish Islamic Exceptionalism Yesterday and Today’ cited in: İştar B.(2009)

13 Nazila Isgandarova, D.Min (2014). Fethullah Gülen’s Thought and Practice as an Attempt to Reconcile Islam with Secularism. International Journal of Philosophy and Theology June 2014, Vol. 2, No. 2, pp. 203-216. at. p. 207

14 لمزيد من المعلومات عن تصور كولن لتطبيق الشريعة، راجع

Bulent. A. & Omer. C. (2000). FETHULLAH GULEN AND HIS LIBERAL “TURKISH ISLAM” MOVEMENT Middle East Review of International Affairs, Vol. 4, No. 4 (December 2000)

‫تعليقات الزوار

8
  • ابكتيتوس
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 08:49

    ورد في مقالك

    "… كما سقطوا في امتحان أخلاقي مهم حيث رموا بالقرآن وراء ظهورهم وامتثلوا لغرائز التحزب المقيتة…"

    صدقت و صدق عالم الإجتماع علي الوردي :

    “ينبغي أن نميز بين المتعلم والمثقف، فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره. فهو لم يزدد من العلم إلا مازاد في تعصبه وضيّق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرّضه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها.”
    ― علي الوردي, خوارق اللاشعور

  • WARZAZAT
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 10:33

    تركيا تعم بمثل هذه الجماعات و الزوايا. نظام أصله الزاوية الأمازيغية…ظاهرة توجد فقط في الدول الأفريقية و التركية و تنعدم في البلدان العربية. هناك ضريح لمغربي في اسيا الوسطى يعتبر مو'سس الطرق التركية. و يمكن إعتباره الأب الروحي للامبرطوريات التركية!!!.

    كالإسماعيلية النزارية، اللذين الحشاشين، قدوة الدواعش، منهم. جماعة تأسست بعد سقوط الخلافة الفاطمية و كان هدفها تحرير مصر من الاكراد السنة و إحياء الخلافة الشيعية الأمازيغية. أمر فشلوا فيه و إنتهى بهم الأمر عبر اليمن في الهند. يشكلون ألان امبرطورية عالمية خفية و عندهم نفس نظام الكفالة و المشاركة كجماعة غولن: على كل فرد دفع نصيب من أجرته للجماعة مقابل ضمان الجماعة له و لاسرته في السراء و الضراء.

    ليس هناك عيب أو جريمة في أن ينظم الناس أنفسهم و يطمحوا في مستقبل أفضل . كل النخب الناجحة في العالم تعمل بهذا الشكل. و إذا نظرنا إلى المغرب فسر نجاح السواسة و فواسة و فيلالة هو تشبتهم بالزاوية و القبيلة. بينما الملايين المتوكلون على مفاهيم مجردة غامظة ك ''الدولة'' و '' الشعب'' و ''المجتمع المدني'' إنتهى بهم الأمر في الكارينات.

  • نورالدين
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 12:33

    الرجل سعى طيلة حياته لإعادة إحياء روح الإسلام في المجتمع التركي الممزق بسبب علمانية أتاتورك. وكان ولازال بعيدا كل البعد عن السياسة. وكان له الفضل ولأتباعه في وصول العدالة والتنمية للحكم عندما دعموهم في الإنتخابات لأنهم ضنوا أن حزب العدالة والتنمية هو الأقل ضررا مقارنة مع الأحزاب الأخرى. ليتبين أخيرا أن السياسين/القنافذ ليس بينهم املس.

  • ابن أنس
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 14:55

    بحث في منتهى الدقة لم يترك لأنصاف الباحثين أي فراغ للتعقيب أو الإضافة بل إن من يقرأ منهم خاتمة بحثك حول السقوط الأخلاقي سيخجل ويتصبب عرقا في الليلة شديدة البرودة …

  • WARZAZAT
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 15:07

    تركيا تعج بهذه الجماعات و الزوايا. نظام أصله نظام الرباط و الزاوية الامازيغية. ظاهرة توجد فقط في الدول الأفريقية و التركية و أصل المافيات الايطالية.

    هناك ضريح لوالي مغربي في اسيا الوسطى، شي أبن بطوطة غبر و مارجع, يعتبر مو'سس الطرق التركية و الأب الروحي للامبرطوريات التركية!. قصة غريبة و سيعتبرها الكثير تهلوس مريض ولكنها الحقيقة. موضوع قرأت عنه بحث أكاديمي ولكن ضاع لي و لم ألقاه بعد.

    كالإسماعيلية النزارية، الحشاشين، قدوة الدواعش، منهم. جماعة تأسست بعد سقوط الخلافة الفاطمية و كان هدفها تحرير مصر من الاكراد السنة و إحياء الخلافة الشيعية الأمازيغية. أمر فشلوا فيه و إنتهى بهم الأمر عبر اليمن في الهند. يشكلون ألان امبرطورية عالمية خفية، زعيمهم اغا خان هو الملك الوحيد المعترف به دون مملكة و عندهم نفس نظام الكفالة و المشاركة كجماعة غولن: على كل فرد دفع نصيب من رزقه للجماعة مقابل أن تضمانه و اسرته في السراء و الضراء.

    كل النخب الناجحة في العالم تعمل بهذا الشكل. و إذا نظرنا إلى المغرب فسر نجاح السواسة هو تشبتهم بهذا النظام التكافلي الذي يجمع بين الزاوية و القبيلة.

  • ابكتيتوس
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 15:30

    2 – WARZAZAT

    كلامك مليء بالكثير من المغالطات

    ما علاقة الشيعة الإسماعيلية بالطرق الصوفية السنية ؟

    و ما علاقة القبيلة و الزاوية بالعشوائيات ؟

    لكنه يصلح لكتابة روايات مثل روايات Dan Brown

  • فاضل
    الأحد 31 يوليوز 2016 - 15:48

    تحليل ممتاز يستحق الدراسة، وعدم التسرع في الميل لأحد الطرفين!

    القرآن يطالبنا بإصلاح ذات البين، ويطالبنا قبل ذلك بشيئين:

    – قال تعالى في سورةالحجرات: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )،الآية 6.

    فإن جاءنا فاسق بنبأ له نتائج خطيرة، فلا نقبل قوله، حتى نتثبت ونتحقق من صدقه؛ لكي نأمن العاقبة؛ والفاسق قد يكون من المؤمنين ( كالخونة )، وقد يكون من الكافرين أعداء المسلمين الذين يريدون زرع الفتن في صفوفهم!

    – قال تعالى في سورة المائدة:( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )، الآية 8.

    في هذه الآية أمرٌ للمؤمنين بأن يكونوا قوّامين بالقسط قائمين بالعدل مع جميع الخلق، الموافقين منهم والمخالفين، وأن لا يحملهم بغضهم للمخالفين بأن لا يعدلوا معهم.

  • sahtouty
    الإثنين 1 غشت 2016 - 02:07

    الغرب المسيحي اراد ان يدمر هذا النموذج الاردوغاني الحداثي المسلم الناجح في العمران فكيف ذلك ان يسخر الرجل الذي لديه و هو فتح الله كولن و الذي صار ورقة بيد المخابرات الامريكية و علمت ان نفوذه متعاظم في تركيا على اتباعه في الجيش و القضاء و التعليم و الصحافة و رجال الاعمال و هم على استعداد لتنفيذ التعليمات فماكان من كولن الذي رتب مع المخابرات الامريكية خطة للنقلاب على اردوغان الذي لم يعد يساير امريكا و اوروبا في مخططاتهم في المنطقة ثم هل امريكا تستضيف الرجل و تفرض عليه ان لا يغادر امريكا و علاقاته الجيدة مع السياسيين و رجال المخابرات و لجماعته سوق اقتصادية 52 مليار دولار فلهذا يعد كنزا استراتيجيا لامريكا فكل المعطيات تشير الى هذا التخادم الامريكي و الكولاني.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز