باحثون يناقشون "الدرس التونسي" بمهرجان الذاكرة المشتركة

باحثون يناقشون "الدرس التونسي" بمهرجان الذاكرة المشتركة
الأربعاء 6 ماي 2015 - 07:00

اختلف مجتمعون على مائدة نقاش مستديرة في إطار فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، حول تقييم الثورة التونسية التي دخلت سنتها الرابعة، بين من اعتبر أن الأمور بدأت تتطور بـ”تونس الخضراء”، وبين من يرى أن الثورة لازالت في بداياتها، وبين من شدد على كون نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي لازال متواجدا وجاثما على النفوس.

المائدة التي اختير لها عنوان “الدرس التونسي” وأدارها المؤرخ الموساوي العجلاوي، عرفت مشاركة حقوقيين وباحثين أكاديميين من تونس وموريطانيا والجزائر، حيث قدم كل واحد وجهة نظره حول الثورة التي أرغمت بنعلي على الهروب خارج البلد بعد حكم امتد لـ23 سنة كاملة.

رضا التليلي الباحث الأكاديمي التونسي، اعتبر أن ما وقع في بلده سنة 2011 كان معجزة خاضعة لاحتمال التحقق أو الفشل، معتبرا أن نصا تم تقديمه للبرلمان والأحزاب السياسية والجمعيات تحت عنوان “من أجل جمهورية ديموقراطية اجتماعية” أنقذ الثورة التونسية، داعيا للتفكير من أجل بناء الجمهورية الديموقراطية الاجتماعية المنشودة.

عبيدي بشير الباحث الأكاديمي التونسي، شدد على استحالة استخلاص الدروس من التاريخ، معتبرا أن المؤرخين يقدمون التاريخ حسب أهوائهم، معتبرا أن لكل ظاهرة خصوصياتها، “ولا يمكن أن نسقط شيئا على شيء”.

وأكد عبيدي أن الثورة التونسية “يمكن اعتبارها ثورة ولا يمكن اعتبارها كذلك”، وأضاف “إذا اعتبرناها ثورة فهي في صدد الإنجاز، وإن تغلب الجديد النوعي على استمرارية القديم فهي ثورة، وإن تراجعت وسقطت في حلبة النظام القديم فستكون انتفاضة عابرة”.

واعتبر الباحث التونسي أن استمرارية الدولة رغم سقوط النظام، “أكد أن تونس لها جذور عميقة وأسس متينة”، مشددا على كون الأهم هو أن الشعب لم ينادي بتدخل الجيش، واحتكم للمجتمع المدني.

ليلى حداد المحامية التونسية رسمت صورة قاتمة عن وضعية تونس ما بعد ثورة 2011، موردة خلال كلمتها التي قدمتها بموازاة مع عرضها لشريط يصور لمراحل انتفاضة الشعب، والقمع والقتل الذي استهدف المواطنين، مؤكدة أن تونس لازالت خاضعة لحكم بنعلي من خلال ما أسمتها “الدولة العميقة”، وأن الوضع لم يتغير كما يتصور البعض.

وشددت حداد على استحالة الحديث عن التعايش دون ربط الماضي بالحاضر ومحاسبة المتورطين في الفساد وقتل المتظاهرين، وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب.

الجزائري المقيم بفرنسا عبد القادر بنجودي الباحث والناشط الحقوقي والسياسي، شدد بدوره على ضرورة عمل جمعيات المجتمع المدني والنقابات التونسية على مقاومة عودة ممارسات النظام السابق.

وأضاف المتحدث أن المشاكل الأخيرة التي عرفتها العلاقة بين الجزائر وموريطانيا ستؤثر على المنطقة وبالخصوص على تونس، موردا أن الجزائر تعتزم حجب التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات مع موريتانيا، ما يهدد المنطقة وينذر بكارثة، في ظل الأسلحة التي تروج في المنطقة، والتي تأتي أساسا من ليبيا وتروج عبر جميع دول المنطقة.

المائدة المستديرة اختتمت بفتح نقاش بين الحاضرين، حيث أكد الجميع على ضرورة العمل على إخراج تونس إلى بر الأمان عبر إرساء الديموقراطية والقطع مع ممارسات النظام السابق ومحاسبة المتورطين في قتل الشهداء.

‫تعليقات الزوار

2
  • صنطيحة السياسة
    الأربعاء 6 ماي 2015 - 07:20

    تونس سابقة المغرب بعشرات السنين في التجربة الديموقراطية …

    شوفو غير كيفاش تعاملات حكومة الغنوشي مع المعارضة بعد مقل شكري بلعيد … ماشي قالت ليهم ما مسوقاش ليكم حيث أنا اللي كنمثل الشعب …

    اللا … سمعات للمعارضة الى حد أنها فسخات الحكومة وعاوداتها من جديد باش ترضي المعارضة …
    ماشي بحالنا .. كولشي كيديرها قد راسو وكيسمسها في الآخر وكيتخبا في الملك …

  • راك غالط
    الأربعاء 6 ماي 2015 - 11:50

    راك غالط (1 – صنطيحة السياسة) ما تمتاز به تونس هو توفرها على أحسن نخبة متعلمة في المنطقة المغاربية والتي لا تستحق النظام السياسي الذي فرضه عليها بورقيبة وهو السبب في الهزة الإجتماعية التي كادت تعصف بتونس لولا وعي نخبتها المتعلمة.
    لو توفرت للحسن الثاني نفس النخبة لكان وضع المغرب أحسن. النظام المغربي لم يلغ المعارضة بل سمح بالتعددية الحزبية، فإذا راجعنا إلى صحف ستينات القرن الماضي وما بعدها سنلاحظ أنه كان هناك هامش من حرية التعبير يتجلى في صحف المعارضة.
    الأحزاب الوطنية التي تأسست قبل الإستقلال بقيت مستمرة سواء شاركت في الحكومة أو كانت في المعارضة، وكان لها تأثير في المسارات السياسية للبلاد.
    أما في تونس إستبد بورقيبة المجاهد الأوحد بالأمر من خلال الحزب الواحد وشاخ في الكرسي إلى أن خاضت (وسيلة وسعيدة) في دسائس الوزراء فتمكن بن علي "القزم" من إلإستلاء على كرسي "الهرم" بينما كانت تونس تزخر بكفاءات اولى منه.
    ولو سمح بورقيبة للمعارضة بهامش من الحرية وأشرف على التناوب كما فعل الحسن الثاني لتفادت تونس الهزة التي عادت بها إلى الوراء.
    وهل تعلم أن الثورة عجزت على فرض هيئة الإنصاف والمصالحة.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس