"المنصور الذهبي" وساحة الموحدين ينتشلان ورزازات من قيظ الصيف

"المنصور الذهبي" وساحة الموحدين ينتشلان ورزازات من قيظ الصيف
الأحد 20 غشت 2017 - 15:00

تطلق عليها في وسائل الإعلام عدة أسماء منها: عاصمة السينما المغربية، وهوليود إفريقيا، وعاصمة الطاقات المتجددة؛ غير أن هذه الألقاب والأسماء لم تمكنها أن تتبوأ مكانة التي تستحقها ضمن لائحة المدن المغربية التي تشهد تطورا من حين إلى آخر، وبقيت هذه الألقاب مجرد أسماء يتم تدوينها على الأوراق..

إنها مدينة ورزازات، التي بالرغم من المجهودات المبذولة من أجل تغيير ملامح وجهها، ما زالت تفتقر إلى بعض المرافق العمومية؛ كالحدائق وأماكن للاستجمام والاصطياف، تقي الساكنة عذاب السفر إلى المدن المجاورة.

وتنتظر ساكنة ورزازات أن تقوم الجهات المسؤولة عن تدبير شؤون المجلس الجماعي والمجلس الإقليمي بالأخذ بعين الاعتبار غياب مرافق عمومية كالحدائق والمسابح العمومية، بغية إدراجها في برامج عملها، والمساهمة في جذب السياح المغاربة والخارج، لزيارة المدينة والتعريف بمؤهلاتها الطبيعية والتاريخية والثقافية، وتوفير جميع متطلبات العيش الكريم.

ولمعرفة الإكراهات والمشاكل التي يعيشها المواطن الورزازاي خصوصا في موسم الصيف، قامت جريدة هسبريس الإلكترونية بزيارة سد المنصور الذهبي، حيث التقت مع مجموعة من العائلات التي قبلت الحديث مع الجريدة، ورفضت التقاط لها الصور. كما توجهت الجريدة إلى ساحة الموحدين بمركز مدينة ورزازات، حيث تتوافد العشرات من النسوة إليها كل مساء رفقة أبنائهن بحثا عن قسط من الراحة والاستجمام.

سد المنصور الذهبي

يستقبل سد المنصور الذهبي، الواقع على بعد كيلومترات قليلة عن مركز مدينة ورزازات، كل فصل صيف عددا من الأسر التي تقصده هروبا من الحرارة المفرطة، لتقضي فيه أوقاتا من الاستجمام وسط طبيعة في غاية الجمال، كما يقصده أيضا هواة الصيد الذين يحملون صنارتهم بحثا عن أسماك متنوعة.

ويجد الزائر إلى سد المنصور الذهبي نفسه منقسما بين الذهول لجمال هذا الموقع من جهة، وبين الرثاء على التدهور الذي آل إليه نتيجة تلوثه المفرط جراء طرح مياه الصرف الصحي في بعض أماكنه؛ وهو ما يسبب في انبعاث روائح كريهة على بُعد عشرات الأمتار من مساكن المواطنين.

بالرغم من أن هذا السد كان سببا في مقتل العديد من الأشخاص سنويا، فإن ذلك لم يمنع أبناء المنطقة وعائلاتهم من جعله وجهتهم المفضلة، خصوصا في مثل هذه الأوقات من كل سنة التي تعرف في درجات الحرارة ارتفاعا إلى أعلى مستوياتها، غير مبالين بالمخاطر وعواقب محتملة في حالة غرق أحدهم وسط أكوام من الطين التي تميز سد المنصور الذهبي.

عائشة تسرغينت، إحدى السيدات التي صادفتها هسبريس بجانب السد، أوضحت أنها تفضل قضاء بعض الوقت رفقة عائلتها بهذا الموقع، هروبا من حرارة جدران المنازل وضجيج المدينة، مسترسلة: “بالرغم من الروائح الكريهة التي نستنشقها في بعض الأحيان، فإننا نقضي أوقاتا رائعة”، مضيفة: “ورزازات تفتقر إلى مرافق الترفيه والاستجمام لذلك؛ فالكثير من الأسر، خصوصا يومي السبت والأحد، تقضي وقتا طويلا هنا يتناولون وجبة الغداء ويصطادون الأسماك، والأطفال يقومون بهوايتهم المفضلة، أي السباحة”.

وتساءلت المتحدثة: “كيف يريدون أن نقضي نهارنا بمركز ورزازات وهم لم يوفروا لنا المرافق الاستجمامية بمواصفات عالية، كالحدائق العمومية والمسابح العمومية وغيرها من المرافق التي يقصدها المرء في مثل هذه الأوقات؟” مستدركة “أملنا في الله والجهات المسؤولة أن تقوم بتوفير لأبنائها بعض المرافق العمومية لحمايتهم من مخاطر السدود والضايات المائية”.

متنفس نسائي

في ظل غياب حدائق عمومية كفيلة لاستقبال ساكنة ورزازات، وقضاء أوقات ليلية بها، فإن الوجهة المفضلة لدى غالبية الساكنة والزوار، خصوصا النساء منهم، تكون هي ساحة الموحدين، باعتبارها متنفسا للأمهات وأبنائهن الصغار.

ولاحظت جريدة هسبريس، خلال الجولة التي قامت بها في هذه الساحة، وجود عدد كبير من النساء رفقة أبنائهن الصغار، مقابل عدد قليل من العنصر الذكوري.

وتقربت الجريدة من إحدى السيدات البالغة من العمر حوالي 40 سنة، تدعى فاطمة، وسألتها عن سبب قصدها هذا المكان، دون غيره، فأجابت وهي تبتسم: “واش حنا ففرانسا؟ حنا راه فورزازات، كاينا غير هاد الساحة، كنجيو ليها بالليل نفوجوا فيها على رسنا حنا ووليدتنا”، موضحة “لو كانت مدينة ورزازات تتوفر على بديل لقمنا بالاستغناء عن هذا المكان الذين نزوره يوميا”.

لم تكن فاطمة وحدها هي الذي اتهمت المجالس المنتخبة المتعاقبة على مدينة ورزازات، في إهمال وتهميش ساكنة المنطقة، حيث وافقتها خديجة وهي شابة في عقدها الثاني، أكدت أن المدينة بسبب غياب رؤية مستقبلية واضحة لدى القائمين على تدبير المجالس المتعاقبة على بلدية ورزازات، بقيت بدون مرافق عمومية من شأنها المساهمة في خلق جو في غاية الجمال بفائدة الساكنة، موردة: “ورزازات لن تتغير إلا إذا تغيرت عقلية المسؤولين المحليين وتجاوز الحزازات السياسية والانتقامية”.

وطالبت المتحدثة بضرورة رد الاعتبار إلى الساكنة، وإلى المدينة التي لطالما أطلقوا عليها اسم مدينة السينما وهوليود إفريقيا وغيرها من الألقاب التي لا وجود لها على أرض الواقع، مشيرة إلى أن الساكنة بدورها لها نصيب من المسؤولية في غياب هذه المرافق، كونها لازمت الصمت ولم تستطع المطالبة بتوفيرها أو تقديم مقترحات معقولة للعمل بها من قبل المسؤولين المحليين والإقليميين.

حلول من الشارع

يرى الشارع المحلي بمدينة ورزازات أن التنمية وتوفير مرافق الاستجمام بهذه المدينة تحتاج إلى تشاور موسع بين مختلف الفاعلين في مختلف المجالات.

ويؤكد الكثيرون أن جهة ما لوحدها غير قادرة على رفع تحدي انتشال المدينة من التهميش والهشاشة التي تعيشها منذ عقود، وهو ما يقتضي توسيع دائرة الإشراك في صياغة برامج تنموية تستدرج الجميع وتشرك مختلف شرائح المجتمع الورزازي.

ويقترح بعض المواطنين التركيز في الوقت الراهن على النهوض بقطاع السياحة وتوفير أماكن الراحة والاستجمام لهم وتوفير البنيات الأساسية لاحتضان المشاريع السياحية لتسويق المجال وتحقيق الإشعاع.

نظرة المجلس البلدي

مولاي عبد الرحمان الدريسي، رئيس المجلس البلدي لورزازات، أوضح أن المجلس الذي يدير شؤونه وضع ضمن أولوياته هذه المرافق العمومية المذكورة أعلاه، مشيرا إلى نه سيعمل إلى جانب أعضاء المكتب المسير على تخصيص ميزانية مهمة لإنشاء بعض المرافق كالحدائق العمومية والمسابح.

وذكر المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، “أن المجلس البلدي يتدارس إمكانية بناء بعض المرافق العمومية ذات البعد السياحي والاصطياف لفائدة أبناء المدينة والزوار بغية المساهمة في خلق انتعاشة اقتصادية بالمنطقة”، موضحا “من أجل إنجاز مثل هذه المشاريع لا بد أن تفكر في الأموال التي ستخصص لها، والمواقع التي ستشيد بها من اجل إنجاحها”.

ولم يخف المسؤول الجماعي ذاته أن ورزازات ما زالت في أمس الحاجة إلى مشاريع من هذا القبيل، مؤكدا أن المجلس الجماعي أخذ على عاتقه هموم وانشغالات المواطنين، وسيعمل كل ما بوسعه لإرضاء خواطر الساكنة وتحقيق طموحاتها وتوفير لها كل متطلبات الحياة العصرية، مسترسلا: “سنستغل المؤهلات والإمكانات التي تتوفر عليها المنطقة من سياحة وطاقة شمسية لبناء ورزازات الجديدة وسنجعلها تنافس المدن المتقدمة الأخرى على الصعيد الوطني”، وذلك بفضل مجهود جميع المتدخلين محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا، يقول مولاي عبد الرحمان الدريسي.

وذكر المسؤول الجماعي ذاته أن المكتب المسير لبلدية ورزازات أخذ على عاتقه انتظارات المواطنين، وعازم على تنفيذها من خلال تسخير كل إمكانات الجماعة الترابية المتاحة، ودق أبواب المؤسسات العمومية للمساعدة على إيجاد حل لجميع الإكراهات التنموية بالمنطقة.

‫تعليقات الزوار

13
  • عبدالعالى التازي
    الأحد 20 غشت 2017 - 15:16

    في ورزازات ساحة جميلة جدا يرتديها الاطفال ونساء اما في تازة ساحة ليراك او شارع فاس من اين تمر بكترات الباعة المتجولين نتسأل ما دور السلطات المحلية ماهو دور الامن الوطني والقوات المساعدة ماهو دور وزارة الدخلية ما هو دور الخطاب العرش الاخير اد لم تقوم السلطات بوجبها لا داعى الى خطاب اخر او وزارة اخرى الى غير دالك

  • abdou
    الأحد 20 غشت 2017 - 15:25

    مادا تقول يا رئيس الجماعة لو جئنا عندك في 2030 لقلت نفس الكلام بارك من الكدوب

  • رابحة الجعبورية
    الأحد 20 غشت 2017 - 15:37

    داك ورزازات فيها الغلا بزاف.فاش مشينة للبحر تصورو الباراسول كراوه لينا ب 20dh.

  • الزليج
    الأحد 20 غشت 2017 - 15:59

    ما ادهشني ويدهشني هده في هده البلاد الغريبة العجيبة ولشدة دكاء حكامها ومسيرو الشان العام ان اخر ماوصلو له من ابداع هو تحويل كافة الاغراس والاشجار بالحدائق الازليج يعني هاد ليام ما كين عير حيد زليج لصق زليج واش هادي اخر صيحات الموظة في هاد البلاد اولا كيفاش

  • المجيب
    الأحد 20 غشت 2017 - 16:05

    المسؤول الجماعي المتحدث وكغيره من المنشدين الجماعيين مدمن على التسويف:سنعمل…سنستغل
    …سنرضي…سنقوم.انما بعيدا عن الميكرو : صرحنا و نمنا….تهكمنا…تظاهرنا…اجتمعنا…فوتنا…عرقلنا…
    اطحنا بالاخر….الخ.انظروا الى صورة المقال لساحة المنصور الذهبي: مبلطة بلبنات الاسمنت ولكن لن تجدوا ولو شجرة واحدة في ربوع الساحة كلها.تصوروا معي الشمس الحارقة من السماء والبلاط الاسمنتي من الارض: كانه الطبيخ فوق صفيحة فرن او مقلاة!! لم يفكروا ولم يقدروا ان يغرسوا ولو بضعة شجيرات هنا وهناك ليحتمي بها الاطفال والنساء.في المقابل تسمعه يغني : سنبحث عن التمويلات لانشاء الحدائق!!-

  • ورزازاي
    الأحد 20 غشت 2017 - 16:24

    تصريح الرئيس غير على الاوراق شي حاجة خرى ما كاينة او ما غادي تكون غير هنيوا روسكم لي جا اعمر جيبو او ازيد مع الطريق

  • عبد الرحمان
    الأحد 20 غشت 2017 - 16:49

    ياإلهي متى تصارحون المواطن الورزازي أنه ليس في نيتكم ولا في وسعكم عمل شيئ سوى الكلام ..فكل ما وعد به السيد المحترم هو مجرد دخان في الهواء فقط ..الساكنة لا تتوفر حتى علىى ماء صالح للشرب ..قاليك أماكن للاستجمام ههه..استمروا في الطرق الأبواب علها تفتح عليكم كنوزا

  • أمودو
    الأحد 20 غشت 2017 - 16:57

    ينبغي ربط ورزازات بالقطار بباقي المغرب، هذا في رأيي حل مهم للتنمية الحقيقية لهذه المدينة.
    ستربح الدولة الكثير خاصة أن هناك أطنان من المعادن تستخرج يوميا من المنطقة عن طريق شاحنات كبيرة (رموكات) تودي إلى تردي حالة الطريق الوحيدة التي تربط آلاف من سكان المغرب الحقيقي بالمغرب الذي بنته فرنسا.
    و أنا على علم اليقين أن في هاد البلاد الواد الهرهوري هو الريف أما الواد السكوتي راه فنواحي ورزازات، و كما قال المغاربة قطع الواد الهرهوري و لا تقطع الواد السكوتي
    و السلام

  • المريخ المغربي
    الأحد 20 غشت 2017 - 17:00

    الوصف الذي يمكن أن يكون الوصف الحقيقي للمنطقة وارزازات وزگوراة هو كوكب المريخ لسبب بسيط جداً الذي ينفق في سبيل الوصول إلى المخريخ من قبال الدوال العالم نفسه الذي نجده في الميزانية المخصصة للمنطقة ولكن لا أطر لها فقط في الأوراق ولا شيء يتم إنجازه على أرض المريخ الزكوري وارزازات

  • وجدي
    الأحد 20 غشت 2017 - 17:20

    السلام عليكم ينبغي التطرق الا ما هو اهم و ملح و هو مشكل الماء الغير صالح للشرب الذي تعاني منه ساكنة ورزازات الكل تقريبا يشتري الماء المعدني فماء الصنابير ماء عادم مضر بالصحة و تنبعث منه رائحة كريهة لايصلح لا للشرب ولا للطهي

  • Ahmed
    الأحد 20 غشت 2017 - 20:47

    L'eau potable de ouarzazate te et degu imbuvable partager hespress

  • Ouarzazi
    الأحد 20 غشت 2017 - 21:40

    Je voudrais juste dire que je suis de Ouarzazate et j y reviens régulièrement et je peux dire que les responsables actuels à la municipalité qui en sont à leurs deuxième mandat ont très bien travaillé et que c'est une ville très propre une des plus propres du Maroc et beaucoup de choses ont été faite.
    Il faut arrêter de se plaindre tout le temps et dire aussi quand c est bien fait et encourager les gens
    Alors Bravo au Maire et à tout ses collaborateurs

  • Ozte
    الأحد 20 غشت 2017 - 23:36

    خاص التقرير د المفتشين د الجماعات المحلية اللي جاو دارو البحث ديالهم اتقوا الله كما طلب أمير المومنين بعقاهم للمختلسين و المدلسين باش اكونو عبرة و ارجعو التقة فالاغلبية الصالحة اللي تتخدم بشرف و أمانة
    هاد المدينة فيها مؤهلات بشرية و سياحية و طبيعية
    لكن للأسف اسندة الأمور لغير أهلها أو تا يديرو ما بغاو
    الله ياخد الحق فالشفارة أو الشلاهبية
    الأعضاء لتيخربقو أو نساو بلي الحساب عند الله
    يمهل ولا يهمل.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات